خلافات داخليّة بين قسد وحزب العمال

وفق مصادر كرديّة فقد تسبّب اتّفاق نفطيّ، بخلافات داخليّة بين ميليشيا “قسد” وحزب “العمال الكردستاني” وذلك عقب إعلان قيادي بارز من الأخير رفضه لهذا الاتّفاق النفطيّ الذي وقّعته “قسد” مع شركة أمريكيّة حول النفط في شمال شرقي سوريا، في وقت يتوقع مراقبون أن يكون الخلاف لأهداف سياسيّة.
وأعلن جميل بايق الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستانيّ والقياديّ في حزب العمّال موقفه الرافض من الاتفاق النفطيّ، مؤكِّدًا خلال حديثه لوسائل إعلام كرديّة أنّه لم يكن على علم بتوقيعه.

مضيفًا أنّ “ثروات سوريا كلّها سواء كانت باطنيّة أم خارجيّة من حقّ السوريين كلّهم، لا يحقّ لأي طرف التصرف بها كمُلكٍ خاصّ به ” بحسب زعمه.
وفي موقف متطابقٍ مع موقف نظام الأسد ، قال بايق: “الاتفاقيّة غير قانونيّة، ومن حقّ حكومة الأسد رفضها “
وفي السياق، اعتبر الصحفيّ الكرديّ شيرزان علو، أنّ هذا التصريح، يعتبرُ مؤشّرًا واضحًا على مدى الخلافات التي تضرب العلاقة المتجذّرة بين “قسد”، ومرجعيتها في قنديل، مؤكّداً أنّ الخلافات بدأت تتضح وتتعمق، وذلك منذ قرار زعيم “قسد”، مظلوم عبدي طرد صبري أوك مسؤول الأمن والمخابرات في “العمّال الكردستانيّ” من سوريا.إلى قنديل شماليّ العراق.

وقال الصحفيّ شيرزان في حديثٍ صحفيّ : إنّ “الخلافات بينهما تنذر بانشقاقات، ومن الواضح أنّ هناك تحرّكات من جانب النظام وإيران لتعطيل الاتفاقات التي تعقدها “قسد” مع “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة”
كما و أشار نائب رئيس “رابطة الأكراد السوريين المستقلين” رديف مصطفى إلى العلاقة القويّة التي تربط بايق المتحدّر من الطائفة العلوية، بالنظام السوريّ وإيران ، وقال “الواضح أنّ العمليّات التركيّة الأخيرة شماليّ العراق، جعلت “العمّال الكردستانيّ” تحت النفوذ الإيرانيّ بشكلٍ مباشر”
وأضاف: “من هنا نستطيع فهم هذا الصراع –إن كان حقيقيًّا و أنَّه محاولة إيرانيّة لتعطيل العلاقة بين قسد و الولايات المتّحدة”.
و يُذكر أنّ مظلوم عبدي قد وقّع منذ فترة اتّفاقًا مع شركة نفط أمريكيّة (دلتا كريسنت إنيرجي) بشأن تطوير واستثمار حقول النفط الواقعة تحت سيطرة “قسد” واعتبر مراقبون أنّ الاتّفاق الأوّل من نوعه يعطي أبعادًا سياسيّة إلى جانب الأبعاد الاقتصاديّة، حيث يعدّ اعترافًا أوّليًّا بفيدراليّة سوريّة.

وكانت وصفت وزارة خارجيّة نظام الأسد أنَّ الاتّفاق بأنّه صفقة “باطلة تهدف لسرقة النفط السوري”
وكذلك أكّدت وزارة الخارجيّة التركيّة ” أنّ ثروات سوريا هي حق للشعب السوريّ ” معربة عن أسفها لدعم الولايات المتحدة لاتفاق النفط المبرم بين الشركة الأمريكيّة و”قسد”.

وسبق أن كشفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية، تفاصيل عن صفقة سرية خوّلت شركة أمريكية مغمورة بتطوير وتحديث حقول النفط في شمال شرقي سوريا.
وكان وجّه رئيس الائتلاف الوطنيّ لقوى الثورة والمعارضة السوريّة الدكتور نصر الحريري، رسالة إلى نائب الرئيس الأمريكيّ رئيس مجلس الشيوخ مايك بنس ووزير الخارجيّة مايك بومبيو بخصوص توقيع الاتفاقيّات النفطيّة مع ميليشيات الـ “PYD” الإرهابيّة على اعتبارها تشكّل خطرًا على وحدة سوريا وسيادتها.
وكان قد حذّر خبيران تركيان من مغبّة توقيع شركة أمريكيّة “Delta Crescent Energy LLC” اتّفاقًا حول الثروات النفطيّة في سوريا مع “قسد” لاستخراج النفط ومعالجته والإتجار به في شمال شرق سوريا، واصفين إياه بـ”دعم الإرهاب وانتهاك القانون الدولي”