اعتقالات تطال شبّان الرقّة في حلقة تجنيد جديدة


شنّت ميليشيات قسد عمليّة اعتقالٍ جديدة، وذلك ضمن حملات التجنيد الإجباريّ التي تستهدف الشبّان والأطفال لتجنيدهم في صفوفها، ضمن مناطق سيطرتها كما في كلّ مرّة .

وبحسب مصادر محلية “أنّ ميليشيا “PYD” اعتقلت 20 شابًّا من على حاجز الفرقة 17 في الرقّة، ونقلتهم إلى معسكر تدريب داخل الفرقة بهدف تجنيدهم بشكل إجباريّ في صفوفها، حيث تقيم أحد أكبر مراكز التدريب التابعة لها بالفرقة.

وأوضح المصدر بأنّ ميليشيات “ب ي د” التابعة لـ “قسد”، نشرت خلال الفترة القليلة الماضية حواجز مؤقتة بشكلٍ كبير في مدينة الرقّة، بهدف اعتقال الشبّان وتجنيدهم في صفوفها، ضمن حملةٍ كبيرة تشنّها في المدينة.

وأشار المصدر إلى أنّ الميليشيا تفرض التجنيد الإجباريّ على الشبان في مناطق سيطرتها، كما لا يسلَم الأطفال دون سن 18 من الخطف لذات الهدف، ما دفع مئات الشبّان إلى الفرار من مناطق سيطرة “ب ي د” إلى المناطق الخاضعة لسيطرة ما يُسمّى الجيش الوطنيّ أو حتّى إلى دول مجاورة.

و تنهج ميليشيا “قسد”، سياسات وممارسات تهدف إلى التضييق على السكان في مناطق سيطرتها سيما سياسة التجنيد الإجباريّ ، والاعتقالات التعسفيّة المتواصلة بحجج وذرائع مختلفة.

هذا وتواجه “قسد”، حالة رفض شعبية واسعة، حيث خرجت عشرات التظاهرات بوقت سابق في مناطق سيطرتها احتجاجًا على سياسيات “قسد” وبما يخصّ الأوضاع المعيشيّة وسوء المعاملة والانفلات الأمنيّ، كما يحتجّ المدنيون على سياسة التجنيد الإجباري، والاعتقالات التعسفيّة المتواصلة بحجّة محاربة الإرهاب وخلايا داعش.

هذا وكانت ميليشيا ” قسد” قد شنّت شهر أغسطس الماضي حملة اعتقالات طالت العديد من الشبّان من أبناء الرقّة .

كذلك وقد أقدمت في نفس الشهر على التجرؤ و خطف الطفلة ” ابتهال عبدالله حوران الغبين الفدعاني” 15 عامًا من حيّ المشلب ، وذلك بهدف إرسالها إلى معكسرات القتال التابعة للميليشيا ، وهو ما دفع أبناء عشيرتها للاجتماع والتفاوض مع الميليشيا والنجاح في إعادة الفتاة إلى ذويها.
ولا تزال ” قسد” تتّبع هذا الأسلوب من الخطف والاعتقال منذ دخولها الرقّة عامّ 2017 حيث كانت تقوم باعتقال الشبّان وزجّهم في معاركها ضدّ تنظيم داعش ، واستمرّ هذا الحال مع بدء عمليّة ” نبع السلام” التي شنّتها تركيا في أكتوبر من العامّ الماضيّ ضدّ ” قسد” وذلك بهدف تطهير حدودها الجنوبيّة مع سوريا ، على اعتبار أنّ ” قسد” والمكوّنة من تنظيمي pkk و YPG والذين تعتبرهما تركيا إرهابيين يجب محاربتهما .
أحداثٌ تجعل من ” قسد” في حال تخبّطٍ دائم حيال ما يجري ضدّها ، خاصّة وأنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة سحبت يدها من دعم الفصائل الكرديّة ، لتضع مصيرها في يد تركيا باعتبار أنّ تركيا تعلم كيف تؤمّن حدودها بحسب الرأي الأميركيّ.
وهو حال يدفع بميليشيا ” قسد” بين الفينة والأُخرى بشنّ عمليّة انتقاميّة تطال بها الشبّاب من أبناء الرقّة وزجّهم في حروبها التي أخذت تنحسر شيئًا فشيئًا تحت الضربات التركيّة ، ولم يشفع انتشار فيروس ” كورونا” لهؤلاء الشباب من الاعتقال الجائر بحقّهم على الرَّغم من أنّ ” قسد” تقوم بعمليّات الحيطة حِيال الفيروس حسب ما يمليه عليها هوى الحال.
ولا يُتُذكّرنا هذه الحالة من التخبّط والحملات التي تقوم بها الميليشيا في الرقّة إلّا بتخبّط تنظيم ” داعش ” وقيامه بنفس هذه الحملات و اعتقال شباب الرقّة خاصّة أيّام الحملة الدوليّة ضدّه والزجّ بهم في حروبه التي لا هدف منها سوى إزهاقًا للأرواح ، وتسييرًا لأجندةِ ما يصبون إليه ، ليبقى الشباب الرقّي في الداخل يُصارع خوف الاعتقال الفجائيّ، أو الموت في حال الرفض، وهو الحال أيضًا على حواجز نظام الأسد.