على الرغم من اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت الماضي أن الولايات المتحدة تعلم من هو الزعيم الجديد لتنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن الغموض ما زال سيد الموقف في هذه المسألة.
وعمد تنظيم الدولة إلى ابقاء اسم (الخليفة) الجديد مجهولاً هذه المرة، واكتفى بالكشف عن لقب لا يشي بأي معلومات حول هوية الرجل الذي أطلق عليه المتحدث الجديد باسم التنظيم اسم (أبو ابراهيم الهاشمي القرشي).
وفاجأ داعش الجميع بهذا الاسم الذي جاء من خارج الدائرة التي كان يتوقع أن يكون المرشح لخلافة أبو بكر البغدادي منها، على الرغم من ترجيح الكثيرين أن هذا اللقب هو الاسم الجديد للمرشح الأقوى عبدالله قرداش (أبو عمر التركماني).
سياسة اخفاء اسم الزعيم الجديد للتنظيم ليست جديدة على داعش منذ أن كان يحمل اسم تنظيم دولة العراق الإسلامية، إذ وبعد مقتل مؤسسه أبو مصعب الزرقاوي اختار التنظيم أبو عمر البغدادي ليكون قائداً له، وظل البغدادي الأول مجهول الاسم والصورة حتى تمكنت السلطات العراقية من اغتياله ونشر صور له عام ٢٠١١.
وحافظ التنظيم على هذه السياسة مع زعيمه التالي أبو بكر البغدادي، واسمه الكامل (ابراهيم عواد البدري السامرائي) حتى اضطر إلى الظهور بالصوت والصورة عام ٢٠١٤ بعد سيطرة التنظيم على الموصل وإعلانه الخلافة.وجاء هذا الظهور تحت ضغط خصوم داعش من التيار الجهادي السلفي والتيارات الإسلامية الأخرى التي انتقدت مبايعة خليفة مجهول.
وعاد هذا الانتقاد مجدداً مع إعلان تنظيم الدولة (الخليفة الجديد) قبل عدة أيام، حيث انتقد القيادي العراقي في هيئة تحرير الشام أبو ماريا القحطاني وآخرون غيره “أن تتم مبايعة مجهول كخليفة”.ويعتبر انتقاد القحطاني هذا مؤشرا إضافياً على أن الزعيم الجديد لداعش ليس معروفاً حتى الآن، خاصة وأن القحطاني الذي كان أحد أعضاء تنظيم دولة العراق الاسلامية على اطلاع كبير بالتنظيم.حسابات عديدة لتنظيم الدولة ردت على هذا الانتقاد بالتأكيد على أنه لن يكشف عن اسم زعيمه الجديد، معتبرين أن هذا أفضل من تعريضه للخطر، انطلاقاً من قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) على حد قولهم.
إلا أن لا أحداً يعرف إلى أي مدى يمكن أن يستمر تنظيم الدولة في الابقاء على هوية زعيمه سرية، خاصة وأن التنظيم يؤكد أن (الدولة الإسلامية باقية) وأنه ليس مجرد تنظيم، الأمر الذي قد يضعه تحت الضغوط مجدداً من أجل الكشف عن (الخليفة) الجديد.ويفترض بالتنظيم أيضاً اثبات نسب زعيمه الحالي إلى قريش، الأمر الذي يتطلب أن يكون ذلك معروفاً على نطاق أوسع من مجرد الدائرة الضيقة التي اختارته (مجلس شورى التنظيم) خشية من أي انقسامات داخلية جديدة، وخاصة بعد الحديث المتداول عن رفض بعض قادة داعش تنصيب زعيم جديد من الجنسية العراقية، وذلك للتأكيد على أن التنظيم عابراً للحدود والجنسيات بالفعل.
المصدر : jesrpress.com