شهدت محافظة الرقة منذ مطلع العام ٢٠١٧، عمليات عسكرية لجيش نظام الأسد وميلشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة أمريكياً، لطرد تنظيم داعش من مدينة الرقة، ومع بدء تقدم مليشيات الأسد في ريف الرقة الغربي، كانت أولى مناطق سيطرته في بلدة دبسي عفنان، والتي طرد منها جيش النظام خلال عام ٢٠١٢ على يد قوات الجيش السوري الحر، وكانت سيطرة مليشيات الأسد على دبسي عفنان، سبباً في نزوح قاطنيها، وتركهم لمنازلهم، والهروب عبر نهر الفرات إلى الجهة المقابلة “الجزيرة”، هرباً من بطش تلك المليشيات، ليجد عناصر الأسد البلدة الفارغة، غنيمة جاهزة، فأخذوا في سرقة محتوياتها، وتعفيش الممتلكات ونقلها إلى “أسواق التعفيش” في حمص وحماة.
ومع تمدد رقعة السيطرة لجيش نظام الأسد واحكام سيطرته على معظم مناطق ريف الرقة الشرقي، ازدادت حملات التعفيش والسرقة حتى طالت معظم منازل ريف الرقة الشرقي، وعمد تلك المليشيات على حرق العديد منها بعد سرقتها انتقاما من أهلها، وسرقة عشرات الأليات الزراعية التي كانت موجودة في القرى ونقلها أيضاً إلى “أسواق التعفيش”.
ولم يكن الحال أفضل في المناطق التي سيطرت عليها ميلشيا قسد، والتي بدأت مع تقدم قواتها في قرى وبلدات ريفي الرقة الشمالي والغربي، بحملات سرقة منظمة، حيث وثق فريق “الرقة تذبح بصمت” عدداً كبيراً من حملات السرقة بحق منازل الرقيين، ودخول عشرات الشاحنات إلى المدينة بمرافقة من عناصر قسد، وإفراغ معظم المنازل وأسواق الرقة من محتوياتها، ونقلها إلى “أسواق التعفيش” في الحسكة والقامشلي.
هذا ولم تسلم البنى التحتية في مدينة الرقة من السرقة أيضاً، حيث تم توثيق عمليات تفكيك العديد من المحولات الكهربائية في المدينة، ونقلها إلى مدينة عين العرب “كوباني” في ريف حلب، إضافة لنقل ما سلم من القصف من معدات وأجهزة طبية في مشفى الرقة الوطني، ونقله إلى جهة مجهولة.