محاصري الرقة، الموتى الأحياء

الرقة تذبح بصمت
تتناسى القوات المهاجمة المشاركة في عملية طرد تنظيم داعش من الرقة والسيطرة عليها، والمتمثلة بمليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وجود عشرات الألاف من المدنيين العالقين في أحياء المدينة المحاصرة والواقعة حتى اللحظة تحت سيطرة تنطيم داعش الإرهابي، حيث تتعرض تلك الأحياء إلى عمليات قصف جوي ومدفعي عشوائي وشديد، فيما لا يكترث تنظيم داعش لحياة المدنيين والذين يتخذ منهم دروعاً بشرية داخل المدينة.ويقدر عدد المحاصرين من المدنيين في تلك الأحياء بقرابة ال ٧٠ ألف مدني، يعيشون كارثة إنسانية حقيقية تتمثل بنقص شديد في الغذاء والماء، والحاجات الطبية الأساسية، وما يرافق لحظاتهم تحت الحصار من قصف عشوائي، فقد أدى حصار المدينة وتعرضها للقصف إلى انقطاع التيار الكهربائي منذ قرابة الشهرين، والذي أدى بدوره إلى توقف مضخات المياه عن العمل، ومع حصار المدينة من جميع الجهات تحولت أسواقها إلى مجمعات مهجورة خاوية على عروشها.

ومع بداية الحملة العسكرية على مدينة الرقة، تراجعت الخدمات الطبية في المدينة منحدرة بشكل يومي، مع نزوح الكوادر الطبية من المدينة، وخروج عدد من المشافي الخاصة عن العمل نتيجة تعرضها للقصف، حيث لم يبقى في الرقة سوى مشفى وحيد غير قادر على تحمل ضغط العمل الكبير لكامل الجرحى المدنيين، فيما خرجت جميع الصيدليات عن الخدمة منذ أسابيع في المدينة.

فيما يعمل تنظيم داعش على اجبار الأهالي القاطنين في الأحياء التي تشكل خطوط تماس مع القوات المهاجمة، على إخلائها نحو الأحياء الداخلية للرقة والتي ما زالت تحت سيطرته، مانعاً إياهم من النزوح نحو الأرياف، مع ترافق تعرض تلك الأحياء لقصف مدفعي وجوي عنيف، قدر بنحو ٢٠٠ قذيفة، وأكثر من ٢٠ غارة جوية يومياً.

وفي المشهد العام للمدينة، يظهر الدمار الكبير في جميع أحيائها، حيث يظهر دمار المنازل والبنى التحتية والممتلكات الخاصة بشكل كبير، محولاً الرقة إلى مدينة خاوية، إلا من بعض وسائل النقل التي تحاول اسعاف المدنيين أو تأمين مياه الشرب.