تخبط وحيرة يعيشها أهالي مدينة الرقة

الرقة تذبح بصمت 
تشهد مدينة الرقة خلال الأسابيع الأخيرة تخبطاً وحيرة بين الأهالي، في قرار بقائهم في المدينة أو النزوح نحو ريفها الشمالي، الخارج عن سيطرة تنظيم داعش والمسيطر عليه من قبل مليشيا سوريا الديمقراطية “قسد”، فالحديث عن معركة الرقة يطغى على وسائل الإعلام، والتسليح والتجهيز للمعركة قائم على قدم وساق، وأصوات الاشتباكات باتت واضحة جداً على أطراف المدنية.هذا وقد باتت مليشيا قسد على بعد ما يقارب 5 كم شمال المدينة، ومن جهة الشرق ذات المسافة أو أقل، أما من جهة الشمال الغربي فتبعد نحو 20 كم، فيما تضغط القوات المهاجمة المدعومة جوياً بواسطة التحالف الدولي، لتكون وجهة نزوح الأهالي نحو الريف الشمالي، وظهر هذا الأمر جلياً من خلال التحذيرات المتتالية للتحالف وشركائه على الأرض في عدم استخدام القوارب على نهر الفرات للانتقال نحو الضفة الجنوبية للنهر، والاستهداف المتكرر لتلك القوارب.

من جهة أخرى شهدت الأسابيع الماضية وبشكل شبه يومي موجة نزوح من ريف الرقة والمدينة نحو الريف الشمالي، حيث تنتظر قوافل وطوابير طويلة من السيارات السماح لهم بالعبور، حيث تقوم المليشيات المهاجمة بتوجيههم نحو مراكز تجمع النازحين في مدينة عين عيسى.

فيما حول تنظيم داعش بعض الأحياء الشرقية للمدينة إلى مناطق عسكرية، يُمنع تجول السيارات فيها، ومع مخاوف قاطنيها من أنّ تكون مناطقهم بوابة دخول مليشيا قسد إلى المدينة، دفعهم نحو النزوح منها، فيما بقي عددٌ من السكان في منازلهم خوفاً من المجهول الذي ينتظرهم في معسكرات النزوح، حيث تتوارد الأخبار من تلك المخيمات عن سوء وضعها الحياتي والصحي.

في المقابل، لازال تنظيم داعش يعمل على تعزيز حالته الدفاعية في المدينة، ليرسم صورة لدى العامة بأنه لن يتخلى عنها بسهولة، ويردد عناصر التنظيم عبارة أن الرقة ستكون مقبرة “للصليبين والمرتدين” في إشارة إلى قوات قسد ومن معها، في حين تحمل تلك العبارات مزيد من الخوف لدى الأهالي وتدفع بالكثيرين إلى التفكير مجدداً بقرار البقاء أو الخروج.