آخر التطورات العسكرية لمعركة الرقة

 الرقة تذبح بصمت
استطاعت مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والتي تشكل مليشيا وحدات حماية الشعب الـ YPG الجزء الأكبر منها عسكرياً، السيطرة على العديد من القرى في ريف الرقة شرقاً وغرباً وشمالاً خلال اليومين الماضيين، والإبقاء على كامل الجبهات مشتعلة مع تنظيم داعش، بغية تشتيت الجهد الحربي للتنظيم، ومنع تقدمه.حيث استطاعت قسد السيطرة على قرية حمرة ناصر والعديد من القرى بالريف الشرقي الشمالي للرقة باتت تلك القوات على مسافة 2 كم عن حي المشلب اول احياء مدينة شرقاً، لتبقى قرى حمرة بلاسم ورقة سمرة، أخر مايسيطر عليه التنظيم في الريف الشرقي الملاصق للمدينة.

في الجهة الشمالية الغربية، وصلت قسد حتى وادي العريان وباتت على أطراف مزرعة يعرب، لتكون على قراية ١٠ كم من مركز مدينة الرقة، وجاء هذا التقدّم بعد سيطرة القوات المهاجمة على قرى السلحبية الشرقية والغربية و قرية كديران التي تعتبر بوابة سد الرشيد (البعث سابقاً ) أخر السدود المسيطر عليها من قبل تنظيم داعش في سوريا على نهر الفرات، ومن المتوقع بدأ عملية السيطرة على السد خلال الساعات القادمة، والعبور نحو الضفة المقابلة لنهر الفرات، ومحاصرة بقية الريف الغربي الجنوبي في محافظة الرقة.

في الجنوب الغربي، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين تنظيم داعش وقوات قسد على أطراف بلدة هنيدة حيث ينفذ الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي غارات على القرية والقرى المجاورة لها، مخلفاً العشرات من الشهداء من المدنيين، كان أخرها مجزرة قرية البارودة التي راح اضحيتها ١٦ مدنياً.

شمالاً تستمر الاشتباكات بين قسد وداعش، بالقرب من قرية الأسدية شمال الفرقة 17، في حين عمد تنظيم داعش إلى شن هجوم على مليشيا قسد في قرية ميسلون في ريف المدينة الشمالي استطاعت خلاله مليشيا قسد صد الهجوم وقتل ٧ من عناصر التنظيم في حين قُتل ٦ من عناصر قسد.

والسمة الأبرز للمعارك الحالية، هي استخدام قسد للمدفعية واشتراك الطيران المروحي في المعارك إضافة إلى استخدام القنابل الفسفورية من قبل الطيران الحربي، في حين استمر التنظيم بنفس التكتيك المتبع لديه من عمليات التفخيخ والتلغيم للقرى والمناطق قبيل انسحابه منها بالإضافة إلى تفجير المباني والخزانات، كي لا تكون مواقع يستخدمها مقاتلو قسد لاحقاً، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية من جسور وطرقات لعرقلة التقدم ناهيك عن عمليات السلب والنهب للمرافق العامة.

وفي سياق متصل، شهدت مدينة الرقة خلال اليومين الماضيين، تشديداً لحواجز تنطيم داعش، بغية منع من تبقى من أهالي مدينة الرقة وريفها المحيط، في مناطق سيطرة التنظيم من الخروج نحو المناطق الأخرى، حيث كثف التنظيم من تواجد حواجزه، على أطراف المدينة والطرقات العامة والتي عمدت إلى عرقلة تحرك المدنيين وإلقاء القبض على كل من يحاول الفرار نحو الريف الشمالي أو أي منطقة أخرى غير مسيطر عليها من قبل التنظيم.

وزاد التنظيم من الإجراءات والعقوبات المتعلقة بمن يتم إلقاء عليه وهو يحاول الفرار، فعقوبة من يساعد المدنيين على الخروج بسيارته هي القتل، أما المدنيين فالعقوبات تنحسر في مصادرة السيارة والأوراق الثبوتية وعمليات الجلد والسجن والغرامة.

ومؤخراً اعتقل التنظيم مئات المدنيين وهم يحاولون الفرار من الجهة الشمالية الشرقية للمدينة “منطقة سهلة البنات”، واطلق الرصاص على العربات واقتاد جموع المدنيين نحو مركز الرقة في شارع الوادي وشارع تل أبيض معتدياً عليهم بالضرب والتوبيخ والشتائم أمام العامة كنوع من نشر الخوف والردع لمن يفكر بالفرار من الرقة وجحيم المعركة التي تدق طبولها من كل الجهات.

وتحمل فكرة النزوح من الرقة نحو الريف الشمالي مخاطر كبيرة، متمثلة بالألغام التي زرعها التنظيم في محيط المدينة، ناهيك عن خطر استهداف طائرات التحالف الدولي لأي سيارة خارجة من المدينة، وعلى الرغم من صعوبة النزوح وحال النازحين في ريف الرقة الشمالي إلا أنّها تبقى أفضل حال من البقاء تحت سيطرة تنظيم داعش ومخاطر القصف من قبل الطائرات والرمايات المدفعية من قبل ميليشيات قسد.