الواضح المنير كي تصبح للدواعش أمير

الرقة تذبح بصمت

من اليسير أن تصير داعشياُ هذه الأيام، لم يعد الأمر صعباُ كما في السابق، فقط تحتاج لبضعة أمور، أرخي لحيتك حتى تصير قبلة للقمل، اشتري ثوباً أسوداً واجعله لتحت الركبة بقليل، حك جبهتك بالأرض حتى تظهر علامة سوداء على جبهتك “من أثر السجود”، هذه الخطوات الأولى ستجعل منك دعدوشاً مبتدئ.

جرب الوظائف التي تستطيع أن تترقى في السلم الداعشي بسرعة من خلالها، حرم جلوس البنت مع أبيها أو أن يسمع صوتها فهو عورة وكفر ومثير للفتن، أفتِ بزواج البنت بعمر السبع سنين، ها أنت ذا شيخ للإسلام ومفتي لداعش ارأيت خطوات بسيطة.

لديك طموح عالٍ حسناً لا تقلق يا عزيزي ففي دولة الخرافة لكل مجتهد نصيب، جند بضعاً من أطفال حيّك، بعض القصص والمغامرات الهوليودية تغريهم، تحدث عن ماضيك المليء بالمعاصي وشرب الخمر وكيف أن الله تاب عليك بعد أن رأيت أبا بكر البغدادي في المنام يناديك وأنك مذ ذلك الوقت أصبحت من الصالحين، لا تعلمهم فرائض الإسلام وأركانه بل علمهم نواقض الإيمان فمهمتهم ذبح من تكفرهم وليس إدخال هؤلاء العصاة الجنة، علمهم أنّ كل البلاد كافرة إلا بلاد الخلافة، علمهم أن الأب يغتصب ابنته في أوروبا وأن الربا منتشر ولذلك يعاقبهم الله بالخوف والأعاصير والزلازل والبراكين والمجاعات عكس ما يصور الإعلام وأنك هاجرت عن تلك البلاد -التي لم تزرها أصلاُ ذلك لا يهم المهم أنها بلاد كافرة- ثم أعطهم تذكرة ذهاب بلا إياب إلى أحد المعسكرات أشبال الخلافة فتصبح من بناءي الخلافة ألم أخبرك الأمر سهل ويسير.

في دولة البغدادي لن تحتاج إلى أوراق رسمية أو جواز سفر، فقط برهن بأنك داعشي أخبر عن جار لك بأنه يحب الجيش الحر، أو أنه ناشط إعلامي أو حقوقي أو يعمل في منظمة مجتمع مدني ….وذلك كفيل بنيلك الحظوة عند أحد أمنيي داعش  الذي سيأمرك بأن تحرك أحد الأغبياء الذين جندتهم ليقتله وهنا يبدأ عملك الحقيقي، “مرتد” ، “صحوات” ، “كفار” ، “أعوان الصليب “، كل هذه مفردات يجب عليك حفظها ووسم كل من تكرهه من معارفك أمام من أعطاك الحظوة لا ضير أن يكون أحدهم قريبك أو من يعرف ماضيك فبذلك تتخلص منه وتترقى في سلم الدعشنة كما يقال العمل يتطلب تضحية . في هذه المرحلة اسرق ما تستطيع واحتل على أكبر قدر ممكن واجمع أكبر قدر من الدولار الكافر لأنه لن يطول بك المقام في تلك البلاد الكافرة، لكن هنا انتبه جيداً إياك أن تعطي الأمر بالعملية قبل أن تكون أمنت طريقك نحو فردوس “داعش” لأن هذا الغبي الذي جندته قد يفشل أو يُقبض عليه فتكون أنت في خطر الاعتقال.

هل أنت من النوع الذي لا يقبل إلا أن تكون في الصدارة حسناً اذا استطعت احضار معك مهاجراً أوربيا أصيلا وأدخلته معك فأنت من المميزين لا يهم إن اقتنع أو لا فاذا لم يقتنع سهل عليك أن تحوله من مهاجر إلى أسير فتكسب إحدى الحسنيين.

الآن أصبحت من الطامعين والعارفين أن صناعة الإرهاب ليست بالأمر الصعب، مصيرك الذبح طبعاً، فلا يمكن أن يكون هناك خليفتان لداعش واحدة وقد حكمت على نفسك، فلا يوجد لدينا إلا عقوبة واحدة وقد ارتأى الخليفة أن تنفذ على العلن لتصبح عبرة لمن يعتبر.