دواوين داعش بين هيكلية الدولة ومصادر لكسب المال

خاص – الرقة تذبح بصمت

تتطابق الدواوين في عملها مع عمل الوزارات في الدول، وتنتشر الدواوين في الولايات الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، فالوزارات او الدواوين توكل إليها مهمة تنظيم شؤون الدولة وتقاسم المهام فيما بينها، للوصول إلى حالة من الاستقرار والتقدم.

ولاهتمام التنظيم بالبربوغندا وتصدير نفسه كدولة حقيقية اولى اهتماماً كبيراً بعمل الدواوين واخرج عدة تقارير مصورة عن عمل هذه الدواوين وكيفية هيكلتها، والإدعاء أن هذه الدواوين تم انشائها لخدمة الناس الذين يعيشون تحت ظل سلطة داعش.

التنظيم اهتم بتقسيم وزاراته واطلق عليها عدّة اسماء:

  • ديوان بيت مال المسلمين أو ديوان الزكاة: والتي تكون وارداته من الزكاة والصدقات بشكل اساسي، اضافة للضرائب التي تفرض على المحلات التجارية والبيوت، وليس جميع وارداته من النقود حصراً، فالديوان يجني أيضاً مواد تموينية بعد مصادرة قسم من المواد الداخلة إلى المدينة أو من خلال ضريبة عابر السبيل التي يقتطع التنظيم من خلالها كمية معينة من البضائع التي تمر بالأراضي التابعة له, كما أن مكاسب التنظيم في الحروب توضع في هذا الديوان.
    إلا أن عائدات بيت مال المسلمين تذهب لعوائل مقاتلي التنظيم حصراً ولا يتم توزيعها على فقراء المدينة، فعمله الأساسي يختلف عن الشعار الذي يحمله فهو بنك يتم من خلاله مصادر المال من المدنيين ليُسلم لعناصر التنظيم.

 

  • الحسبة: والتي تعد من اكبر الاقسام في هيكلية نظام حكم تنظيم داعش، والأكثرها انتشاراً بين الناس، فالحسبة مسؤولة عن مراقبة المخالفات التي يرتكبها المدنيين بحسب رؤية التنظيم، من الرداء الشرعي للناس والملابس التي تخص الرجال او التدخين وغيرها من المخالفات الأخرى التي تتوجب دفعا غرامات مالية للحسبة تبدأ من العشرة الالف ليرة سورية وصولاً إلى حد المائتي الف ليرة سورية. والحسبة من اغنى الدواوين لدى داعش، مما جعلها محط انظار الطامعين بها من امراء التنظيم، فتعرضت في كثير من المرات لسرقات من قبل المسؤولين عنها ومن ثم هروبهم خارج سيطرة التنظيم، ويقدر اجمالي المبلغ المسروق من دواوين الحسبة المنتشرة في اماكن سيطرة التنظيم بمبلغ يقارب 50 مليون دولار .
  • ديوان العقارات: وهو من الدواوين الحديثة، أتى هذا الديوان لتنظيم عمليات البيع والشراء والآجار في المدن، إذ أن هذه العمليات تتم بعد دفع مبالغ مالية للتنظيم كأجور معاملات، كما أن ديوان العقارات هو المسؤول عن جمع الضرائب من المحلات والبيوت والبسطات في الشوارع. ويدخل في عمل هذا الديوان مصادرة البيوت التي تركها اصحابها وخرجوا إلى مناطق لا تتبع للتنظيم أو أن اصحابها من المطلوبين للتنظيم، ومن ثم تسليمها لعناصر من التنظيم، أو حتى أن يكون اصحابها من المسيحين أو اليزيدين أو الكرد.
  • ديوان الصحة: عمل هذا الديوان كما اعلن التنظيم هو المسؤول عن المشافي والنقاط الطبية لمساعدة المدنيين وتنظيم احتياجاتهم الطبية وتأمين الدواء لهم، إلا أن حقيقة عمله هو مصادرة عيادات ومعدات الاطباء الذين فروا خارج اماكن سيطرة التنظيم، كما فرض الديوان على الاطباء المتبقين في المدن التابع للتنظيم العمل مناصفة بين عيادة الطبيب الخاصة والمراكز التابعة للتنظيم، فيكون عمله في المركز مجاني لصالح التنظيم، لكن هذه المراكز لا تقدم الخدمات المجانية للمدنيين، فقد أُلغي نظام المعالجة المجانية ووضع الديوان تسعيرة لكل حالة.
  • ديوان التعليم: والذي كان من اهم ادواره تغيير المناهج السابقة في سوريا والعراق واستبدالها بمناهج تعليمية تتبع للتنظيم، واستحداث كليات “شكلية” ليس لها أي وجود على ارض الواقع ككلية الطب في الرقة والثانية في مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي. وقد فرض التنظيم 10 دولار على كل طالب مدرسي, فالتعليم الزامي ولكنه ليس مجاني، حتى ان كلمة التعليم لا تليق بتلك المناهج، فهي تفتقر للمحتوى العلمي الذي استبدله التنظيم بكتب ” جهادية” والتدرب على استخدام السلاح، وكحال الجامعات ايضاً فقد تم قبض مبلغ 250 دولار كرسم تسجيل ولم تظهر أي نتائج حتى الان علماً أن عمر تلك الكليات قد جاوز السنة.
  • ديوان الخدمات: وهو مرادف لعمل البلدية، يهتم بمواضيع النظافة وترحيل القمامة والماء والكهرباء وغيرها من الامور الخدمية، ولا يتقاضى العاملون فيه أي رواتب ثابتة، فقد اجبرهم التنظيم على البيعة والاستمرار في العمل بشكل مجاني، على أن يصرف لهم مكافآت مالية في كل فترة من بيت مال المسلمين.

 

ويوجد عدة دواوين اخرى مثل ديوان الجند الذي يختص بتجنيد المقاتلين والشرطة الإسلامية التي تراقب عمل المقاتلين والسفارات التي تستقبل المقاتلين القادمين من مدن او دول أخرىـ إلا أن عملها ضئيل حتى هذه اللحظة وتتبع في عملها لدواوين أخرى، فالتنظيم يولي الاهتمام في الدواوين التي تجلب له المال.