تنظيم داعش يتهرب من عجزه المالي بفرض المزيد من الضرائب

خاص – الرقة تذبح بصمت

حاول تنظيم داعش من خلال عدد من الاصدارات المرئية الترويج لفكرة مفادها أنه يسعى إلى ضرب الاقتصاد الأمريكي عبر إصدار عملته الخاصة “الدينار الذهبي”، لكن التنظيم وعلى أرض الواقع كان يعمل عكس ذلك بالضبط فقد قام ببناء نظامه الاقتصادي والمالي بالإعتماد على الدولار الامريكي، حيث إنه يقوم بدفع رواتب موظفيه ومقاتليه بالدولار الأمريكي، كما يقوم ببيع النفط والمسروقات الآثرية التي يستولي عليها بالدولار أيضاً.

ومن الجهة المقابلة فإن التنظيم يقوم أيضاً بتأمين قسم من عتاده العسكري من التجار المحليين وبعض الفاسدين في جيش النظام بالعملة الصعبة، الأمر الذي بات يؤرق التنظيم إقتصادياً ويستنزف موارده المالية التي تعاني مسبقاً في الآونة الأخيرة، مما دفع بالتنظيم إلى التفنن في فرض الضرائب والغرامات المالية في محاولة من أجل جمع أكبر قدر ممكن من العملة الصعبة لدعم خزانته.

وفي هذا السياق أصدر التنظيم مجموعة من القرارات، ومنها:

1- عقوبة إصلاح جهاز استقبال فضائي أو تركيبه 50$ امريكي بالإضافة الى الجلد 80 جلدة.
2- عقوبة التدخين 25 $ للسيجارة الواحدة، بالإضافة الى الجلد وإتباع دورة شرعية.
3- عقوبة مخالفة النقاب واللباس الشرعي للمرأة 20 $.
4- ادخال شاحنة إلى المدينة دون تسجيلها لدى التنظيم 25$.
5- مخالفة مرور اتجاه معاكس 25$.
6- مخالفة اللباس للذكور 20$.
7- مخالفة عدم الذهاب للصلاة 20$.

وغيرها من العقوبات التي بات التنظيم يستثمرها لجمع المال، ناهيك عن العقاب الجسدي والدورات الشرعية التي يجبر المخالفين على حضورها بعد تعرضهم للعقوبة ودفع الغرامة بشكل مسبق.

ويقول علي وهو شاب مقيم بالرقة : “إن المخالفات كثيرة ولا يمكنك أن تنجو منهم إذا أرادوا مخالفتك، فإن لم يكن على اللباس أو التدخين أو حتى الشكل، فإنهم يقومون بتوجيه بعض الاسئلة الشرعية، وهم أشبه ما يكونوا بشرطة المرور التابعة للنظام الذين كان يطلب منهم عدد معين من المخالفات دون إكتراث بمدى دقتها، ناهيك عن دوريات الحسبة وكتيبة الخنساء التي يمكن لها أن تعتقل مجموعة كبيرة من النساء بمجرد التجول لفترة بسيطة بين دوار تل أبيض ودوار الساعة في وسط مدينة الرقة، حيث يمكن أن يتذرعن بأن مشية بعض النساء مخالفة للشرع ومثيرة للفتنة.”

ومن جهة أخرى فقد منع التنظيم المدنيين من تداول القطع الجديدة من فئة ( 500 و 1000) ليرة سورية، في الوقت الذي لا يزال فيه التنظيم يتداول هذه القطع وغيرها خلال المعاملات التي يجريها مع النظام بغية السماح للشاحنات التي تحمل القمح من الحسكة باتجاه مناطق سيطرة النظام أو بالعكس أثناء حركة مرور المواد التموينية للحسكة، حيث يقبض الثمن بالعملة الجديدة ويقوم هو بتصريفها بطرقه الخاصة.

أما الدرهم والدينار وعملة التنظيم الجديدة فما هي إلا مجرد كذبة ودعاية إعلامية أراد التنظيم من خلالها أن يستميل عواطف الناس البسطاء وإقناعهم بأنه يحارب الكفار ويواجههم حتى من الناحية الاقتصادية، خلافاً للواقع الذي يظهر بما لا يدع مجالاً للشك بأن التنظيم هو المتاجر الأول بالعملات الصعبة، نظراً لأنه هو من يقوم بتحديد أسعار الصرف نتيجة عمليات البيع والشراء الكبيرة التي يقوم بها من جهة، ولأن كبار تجار العملة والصرافة هم من أزلام التنظيم والتابعين له من الجهة الأخرى.