المظاهرات تعم سوريا والرقة محرومة من ابسط الحقوق

المظاهرات تعم سوريا والرقة محرومة من ابسط الحقوق
من مظاهرات مدينة حلب

خاص – الرقة تذبح بصمت

لا يغيب عن اذهان اهالي الرقة ما كان عليه قبل اكثر من سنتين , ففي مثل هذا الشهر من عام 2013 كانت شوارع الرقة تعج بالمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام, حتى تحولت المدينة إلى عرس ثوري يومي غير ابهة بقصف طيران الاسد, وليخرج الجميع للتضامن مع باقي المحافظات, وللتزين المدينة بعلم الثورة وشعاراتها.

المظاهرات اليومية استمرت منذ بدء تحرير مدينة الرقة من نظام الاسد حتى وقوعها تحت سيطرة تنظيم داعش, كانت مدينة الرقة في هذه الفترة مثال للثورة النقية التي خرج من أجلها جميع اطياف الشعب السوري وللتحول إلى قبلة لكل من اراد رؤية سوريا مابعد الأسد في مثالها المصغر.

مع بدء الهدنة منذ قرابة الشهر عادت الثورة السورية إلى شكلها السلمي, وعاودت الحناجر تصدح” الشعب يريد اسقاط النظام”, حيث فاقت عدد نقاط التظاهر في سورية المئة نقطة, إلا أن مدينة الرقة كانت غائبة عن هذه المظاهرات المطالبة بإسقاط الأسد, بسبب منع تنظيم داعش لأي مظهر ثوري يفي المدينة.

براء – اسم مستعار – شاب عشريني قال لمراسل الرقة تذبح بصمت: “كنا في كل جمعة نتسابق للخروج بالمظاهرات بوقت مبكر قبل المحافظات الأخرى كي نحظى بفرصة العرض المباشر لمظاهرات الرقة, لم يكن هنالك عمر محدد للمتظاهرين فتجد ابن الخمسين يقف بجانبه ابن العشر سنوات وجميعهم يطالبون بالحرية, الفرحة التي كنت أراها على وجوههم لم أرى شبيها لها من قبل, كانت الهتافات نابعة من القلب”.

ويتابع براء : “يحز في نفسي اليوم حين أرى جميع المدن تخرج للمطالبة بحقوقها, بينما نجلس نحن في البيوت لا نستطيع عمل أي شيء, أريد الخروج إلى الساحات التي كنا نتجمع بها واعاود الهتاف, لكنني على ثقة أنها ستكون اخر مظاهرة لي, فتنظيم داعش منع المظاهرات بجميع اشكالها”.

وعلى الرغم من غياب صوت مدينة الرقة الداخلي, إلا أن اصوات ابنائها في المنفى عاودت الصداح من جديد, ليثبتوا أن ابناء الرقة باقون على العهد, حسب وصف سعد الذي يقيم في مدينة حلب في القسم الخاضع لسيطرة الجيش الحر, فيقول : كل مظاهرة تخرج هنا يجب أن اتواجد بها, انا هنا امثل مدينة الرقة واهتف نيابة عن اولئك الذين حرمهم تنظيم داعش من ابسط حقوقهم, ربما يكون صوت الرقة غائب في المدينة لكنه حاضر في كل مكان.

ومنذ سيطرة تنظيم داعش على المدينة, أزال جميع الشعارات الثورية التي تنادي بإسقاط الاسد , ومنع أي تظاهرة ضد النظام, وحرم ابناء المدينة من المشاركة بالثورة التي ساهمت بطرد قوات الاسد من المدينة, ليعود للأذهان كلمة بشار الأسد عندما خرجت مدينة الرقة عن سيطرته واحتلها تنظيم داعش والتي قال بها ” الرقة في ايدي امينة” ليفهم الجميع معنى تلك الجملة ومدى ثقة الأسد بتنظيم داعش.

وفي نفس السياق تمنع وحدات الحماية “YPG” التي تفرض سيطرتها على الجزء الشمالي لمحافظة الرقة اية مظاهرات في مدينة تل ابيض, سواء كانت تطالب هذه المظاهرات بالحرية واسقاط النظام او بعودة المهجرين, لتكون محافظة الرقة بشكل كامل خارج الحراك المدني سواء أكانت مناطقها تقع تحت سيطرة تنظيم “داعش” او ميليشيات وحدات الحماية.

التعليقات مقفلة.