الرقةّ خلافاتٌ بين الأهالي والنازحين تؤول صلحًا

تعرّض منذ يومين مخيّم الطويحينة لحريقٍ طال عددًا من الخيام، كما لحِقَت أضرار ببعضها الآخر ممّا أدّى لتشرّد قاطنيها، وذلك جاء إثر إشكالٍ حدث في قرية أبو صخرة في ريف الرقٍة الغربيّ القريبة من المخيّم.

هذا ويضمّ المخيّم نحو 15 ألف من النازحين ومعظمهم من ريف حماة الشرقيّ ، وكانوا قد نزحوا من بطش عصابات الأسد ، وميليشياته بعد سيطرتهم على قراهم.

هذا كما جرى في الشهر الماضي اقتتال في منطقة الكسرات جنوب الرقّة بين أهل المنطقة وعدد من النازحين من مدينة دير الزور، تدخّلت ميلشيا قسد لحلّ المشاجرة، واستخدَمَت الرصاص الحيّ لتفريق المتشاجرين، إلّا أنّ المشاجرة استمرّت حتّى تدخّل وجهاء العشائر في المنطقة لتهدئة الأمر، و طلب أهالي منطقة الكسرات ترحيل مفتعلي المشاجرة النازحين إلى مناطق أخرى وذلك لعدم تكرار المشاجرة فيما بينهم.

و مع إتمام الثورة السوريّة عامها العاشر لا تزال محافظة الرقّة تأوي مئات النازحين من المدن والأرياف السوريّة ، من حمص، وحماة، وحلب، ودير الزور، و تدمر، و أريافها، هاربين من بطش النظام الأسديّ وآلته العسكريّة، حيث بلغ عددهم نحو 1.5 مليون أي أكثر من نصف سكّان الرقّة، وكان أبناء الرقّة خير مضيافٍ لهم، و مُغيثًا للِهافهِم، فتحوا لهم أبواب بيوتهم، ومدارسهم، قاسموهم الطعام، والملبس، كلّ ذلك بمساعِي أبناء الرقّة على الرغم ما كانت تعاني منه الرقّة من تضييق من النظام الذي كان يتلاعب بأقوات الناس، وسرقة راحتهم كون أنّ الرقّة كانت من المدن الأوائل بعد محافظة درعا قد نادت بالحريّة، إلّا أنّ كرم الضيافة الذي تتمتّع بها بيوتات الرقّة لم تُقِم لسياسة النظام وتضييقاته وزنًا، ممّا جعلها حديث الصحف العالميّة آنذاك، خاصّةً وأنّ الرقّة تُعدّ محافظة مكتفية ذاتيًّا من الناحية الزراعيّة .


إلّا أنّ دوام الحال من المحال ، وجد أهالي الرقّة أنفسهم ينزحون ، ويلجأؤن مع ضيوفهم من النازحين إلى أماكن مجاورة وذلك عقب ما شنّت قِوى التحالف الدوليّ على تنظيم داعش الذي سيطر على الرقّة عامّ 2014 شنّت ضرباتٍ أحالت الرقّة إلى دمار .


واليوم وعلى الرغم من أنّ ظاهرة النزوح أخذت في الحدّ من ناحية أبناء الرقّة ، وتواجد نازحين من مناطق سوريّة متفرّقة، إلّا أنّ انتهاكات ميليشيا قسد ضدّ أهالي الرقّة ، وخاصّةً شبابها الذي أصبح ديدن الميليشيا ، التي راحت تبحث عن الشباب من أجل سوقهم للتجنيد الإجباريّ الذي أصبح كابوسًا يقضّ مضجع شبّان الرقّة الذين أصبحوا يفكّرون بالهجرة إلى دول اللّجوء ، والفكاك من قرارات قسد المباغِتة .
بعُد الزمن أم قرُب ، تبقى الرقّة على الدوام الباب العالي لكلّ لمن يأتيها متلهّفًا، وإنّ خلافاتٍ بين النازحين والأهالي لا تُفسدُ للودّ قضيّة ، و يبقى الصلح خير ، رأيٌ راجحٌ في عقول كباره