احتجاجات في تلّ أبيض على رفع سعر مادّة الخبز

شهدت الساعات الماضية في مدينة تلّ أبيض شمالي محافظة الرقّة السوريّة احتجاجات على قرار رفع سعر مادّة الخبز، حيث قام العشرات من الأهالي بالتظاهر أمام مبنى المجلس المحلّي لمدينة تلّ أبيض محتجّين على قرار رفع سعر مادّة الخبز وبيعها باللّيرة التركيّة وهو ما أدّى إلى زيادة سعر الربطة الواحدة المكوّنة من ثمان أرغفة إلى 150%.


هذا وامتدّت الاحتجاجات إلى بلدة “حمّام التركمان” جنوبيّ تلّ أبيض مطالبةً الجهات المعنيّة بخفض سعر الخبز، كما اعتصموا أمام القاعدة التركيّة المتواجدة في المنطقة هناك، ورافق الاحتجاجات إضراب وإغلاق المحالّ التجاريّة في كلّ من مدينة” تلّ أبيض” و بلدة ” سلوك” وريفهما احتجاجًا على غلاء الأسعار نتيجة انخفاض سعر اللّيرة السوريّة أمام الدولار الأمريكيّ ممّا أدّى إلى ارتفاع الأسعار بشكلٍ جنونيّ.
جاء هذا الغضب بنتيجةٍ عدَلَ فيه المجلس المحلّيّ عن قراره أوّل مَرّة ليُخفّض سعر الربطة إلى 250 ل.س و تحتوي على ثمان أرغفة.
وكان المجلّس المحلّي في مدينة ” تلّ أبيض” بنشر تعميم على صفحته على فيس بوك يوم الأحد يقضي فيه البدء ببيع مادّة الخبز في كافة الأفران في منطقة “تلّ أبيض” باللّيرة السوريّة وذلك حفاظًا على الاستقرار الاقتصاديّ، ليتمّ تطبيق القرار اعتبارًا من يوم الإثنين 22/ حزيران 2020، وعزَا المجلس القرار للوضع الاقتصاديّ الحاصل إثر انهيار اللّيرة السوريّة . وهو ما نَهَجَه من قبل ريف إدلب الشماليّ.

وكانت مدينة الرقّة قد شهِدَت الأسبوع الماضيّ مشهدًا مشابهًا لأزمة الخبز حيث قامت عِدّة مخابز بالإغلاق وذلك بسبب قِلّة مادّة الطحين وتوقّف المطاحن نتيجة توريد ميليشيا ” قسد” مادّة الطحين لمناطق سيطرة نظام الأسد، ممّا اضطرّ الأهالي للوقوف أمام الأفران لساعات طويلة للحصول على ربطة الخبز.
ولم يتوقّف هذا الاندلاع السريع للأسعار عند الخبز فحسب، بل هناك ارتفاع كبير لكثير من موادّ المعيشة الأساسيّة، ناهيك عن الخدمات من ماء وكهرباء.
يُذكر أنّ محافظة الرقّة تعتبر ثاني محافظة بعد الحسكة في زراعة محصول القمح بالإضافة إلى كافّة المزروعات من الخضار وهو ما يجعلها محافظة مكتفية ذاتيّا، وهو ما جعل هذا الاكتفاء وسيلةً يحارب بها كلّ من سيطرَ و يسيطر عليها من تنظيم “داعش” وميليشيا “قسد” وغيرها من القِوى الدخيلة على الثورة السوريّة.
هذا و قد سيطر “الجيش الوطنيّ” المدعوم من قِبَل تركيا على مدينة تلّ أبيض في أكتوبر/ 2019 وذلك ضمن عملية ” نبع السلام” التي شنّتها تركيا ضدّ القوّات الكرديّة المتواجدة على حدودها الجنوبيّة.