هل غير تنظيم داعش من استراتيجيته بعد ضربات التحالف ؟ 20/11/2014

61

بعد خطاب الرئيس الامريكي بارك اوباما الذي أعلن فيه أن الولايات المتحدة الامريكية سوف تقوم بتنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، سارع تنظيم الدولة الإسلامية إلى اتباع استراتيجية جديدة خوفاً من الضربات فقام بنقل جميع النساء والأطفال من عوائل المهاجرين إلى الأرياف وقام بتغيير أماكن أغلب المقرات السرية، ثم عمل على إخلاء جميع المقرات الظاهرة للعيان داخل المدينة وأفرغها من جميع عناصرها خوفاً من القصف وأبقى على عدد قليل جداً من العناصر داخل المقرات للحماية فقط.
كما وتم الإبقاء على جهاز شرطة المرور المؤلف من 20 عنصر في الأماكن الحيوية في المدينة حيث أن أبواب تلك المقرّات كانت تبقى مفتوحة ولكن يُلاحظ الآن أنها باتت موصدة، وفي حال خروج أحد عناصر الحماية منها فإنه يخرج بسرعة ويعود بسرعة ويحاول قدر الإمكان أن يبقى متواري عن الأنظار خوفاً من طائرات الاستطلاع الأمريكية.
ويُشار إلى أنّ عناصر التنظيم لا ينامون في مقراتهم حيث جاءت الأوامر بالنوم في منازل المدنين التي استولى عليها التنظيم، سواء من المدنين الذين فرّوا من ويلات الحرب أو من المسيحيين وغيرهم من الطوائف التي خشيت على نفسها وهربت أو من بيوت السنة التي صودرت منهم، حيث يعمد التنظيم على عمل جرد للمنازل وفي حال تبين أن أي شخص يمتلك أكثر من منزل واحد، فإن التنظيم يجبره على أن يختار أحدها وتتم مصادرة بقية المنازل بحجّة أن المهاجرين أولى بها وبالطبع لا يمكن لأحد الاعتراض لانّ مصيره سيكون الإعدام. وينام عناصر التنظيم داخل هذه البيوت، بداخل كل بيت حوالي 10 إلى 15 عناصر وينام الكثير منهم أيضاً داخل المساجد حيث تحوّل أهالي مدينة الرقّة إلى دروع بشرية أمام هذه الضربات.
بالإضافة إلى ذلك، تم نقل المشافي الميدانية الخاصة بتنظيم داعش إلى داخل الأبنية السكنية مع العلم أن التنظيم يمنع دخول المدنيين إليها.
كما وحرص عناصر التنظيم قدر الإمكان على عدم الظهور في النهار خوفاً من الطائرات الأمريكية، ممّا أدّى إلى تراجع قوّة القبضة الأمنية قليلاً، من دوريات الحسبة وغيرها، ولكن ما إن يحلّ الليل حتى يعود عناصر التنظيم إلى حركتهم الطبيعية ويسارعوا بالانتشار في كل مكان و يمكن مشاهدتهم بكثرة في مجموعات وخصوصاً أمام المطاعم والكافتريات والمقاهي، فيزاولون حياتهم الطبيعية وكأنّ شيئاً لم يكن.
يُذكر أن ضربات التحالف بدأت بتاريخ 23/09/2014 واستهدفت العديد من مقرات تنظيم داعش ولكن يبدو أن استراتجيات داعش الوقائية كانت ناجعة إلى حد كبير، حيث أنه حتى تاريخ 04/10/2014 تم إحصاء أكثر من 113 انفجار في مدينة الرقة بين غارات ونقاط استهداف لمقرات التنظيم، ورغم ذلك قُتل أقل من 100 عنصر من عناصر التنظيم و2 من المدنية، لتكون هذه الغارات دون تأثير فعّال على التنظيم بقدر تأثيرها على المدنيين، حيث أنه وبعد استهداف مصافي النفط التابعة لتنظيم داعش في مدينة الرقة ورغم كونها تدر نحو 2 مليون دولار على التنظيم يوميا إلّا أنّ تدميرها كان له أثر السلبي على المدنين بشكل كبير جداً، حيث أنّ الأسعار ارتفعت داخل المدينة بشكل جنوني وأصبح المواطن غير قادر على تحمّل عبء ذاك الارتفاع، فعلى سبيل المثال، كان يبلغ سعر ربطة الخبر قبل الضربات( 100 ليرة) وبعدها وصلت إلى(225 ليرة) و أما بالنسبة لسعر اسطوانة الغاز فقد كان سعرها يقدّر قبل الضربات بحوالي (2500 ليرة) وبعدها وصلت إلى أكثر من 10000 ليرة سورية) الأمر الذي أدى إلى تفشّي المجاعة وتعاظم المعاناة في صفوف المدنين في مدينة الرقة، فبعكس عناصر التنظيم الذين يتلقّون أموال طائلة من داعش لا يمكن للمدنيين تحمّل الوضع الأمر الذي أثار حالة سخط شعبي كبير في صفوف أهالي مدينة الرقة
أمّا بالنسبة للشارع الرقّاوي فتتراوح الآراء بين مؤيد للضربات ومعارض لها، حيث أن هناك قسم من الأهالي يتذمّر من الإرهابيين ويتمنى الخلاص منهم، حتى أن البعض يردّد أنه مستعد للتعاون مع الشياطين للتخلص منهم بسرعة ولكنهم أيضاً يخافون من استهداف المدنين، بينما يرفض القسم الآخر الفكرة تماماً ويقول أنّ الولايات المتحدة الأميركية لن تجلب إلّا الخراب ففي حال أنها كانت تريد الحرية للشعب السوري بحق لكانت بادرت إلى مساعدته سابقاً، فالسوريون يطلبون العون منذ أكثر من 4 أعوام للتخلص من نظام الأسد دون جدوى، أمّا الآن فقد قدم الغرب لتدمير ما تبقى من البلد.