تدمير ممنهج للطفولة في معسكرات داعش للأشبال في الرقة


بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة وسيطرته على كامل نواحي الحياة فيها، وإغلاق المدارس والجامعات واتباع سياسة التجويع داخل المدينة، وعن طريق الترغيب والترهيب نجح في نضم الكثير من أطفال المدينة الى هذا التنظيم عبر معسكراتٍ قتالية،بعضهم بملء إرداتهم والبعض الآخر يُخطف دون علم أهله وعددُ آخر منهم يزج بهم أهلهم في هذا الجحيم مقابل حفنة من المال بسبب الفقر المتفشي في المدينة التي تُعتبر عاصمة الدولة الإسلامية.
ZXSnp7

ومنذ تاريخ 07/10/2014 حتى اليوم قُتل أكثر من 30 طفل من أبناء مدينة الرقة وأكثر من 45 شاب في معارك تنظيم داعش في عين عرب وغيرها، ومن بينهم الشاب باسل حميرة “18 عام” أحد منفذي العمليات الإنتحارية في عين عرب وهو من حي المشلب في مدينة الرقة. وبين الحين والآخر يقوم تنظيم داعش بإبلاغ عدد من أهالي المدينة بمقتل أبنائهم في هذه المعارك الطاحنة دون أن يقوم بتسليم جثثهم.


نجحت سياسة التجويع باستقطاب الكثير من الأطفال إلى معسكرات تنظيم داعش حيث المعسكر الشرعي للأشبال المخصص للأطفال دون ال 16 والمتواجد في مدينة الطبقة في الريف الغربي لمدينة الرقة، حيث يحوي في كل دفعة ما بين 250 الى 350 طفل يقوم تنظيم داعش بتجنيدهم وتدريبهم على استخدام السلاح والقنابل وإعداد المفخخات والمتفجرات، بالإضافة إلى إعداد وتهيئة العديد من الاطفال الإنتحارين حيث أن كثيراً من هؤلاء الاطفال، وبسبب عدم توافر مدارس في مدينة الرقة وذهابهم الى الجوامع، يتم التلاعب بعقولهم من قبل شيوخ داعش الذين يحثونهم على الذهاب للجهاد ولقتال من يسمونهم بـ ” الكفار واعداء الله “، وبالفعل نجحوا في غسل أدمغة الأطفال وزرع أفكارهم المتطرفة فيها. يقوم التنظيم أيضاً بإغراء الشباب والأطفال في مدينة الرقة عن طريق المال لجعلهم جواسيس يعملون لصالحه لإخبارهم عن الناشطين أو من يتحدث بسوء عنهم.
 
 
100

يؤخذ الأطفال إلى المعسكر الشرعي حيث يتواجد نوعان من التدريبات: السريع والبطيء:
البطيء : في حال عدم وجود معارك كبيرة للتنظيم، وبعد أخذ الطفل من الجوامع أو من الأهل، يدخل الطفل معسكر شرعي مدته 45 يوم، يتم خلاله غسل دماغ الطفل تماماً وزرع التطرف وافكار التنظيم فيه ثم يؤخذ الطفل الى معسكر حربي مدته 3 أشهر، يتم تدريب الطفل فيه على كافة أنواع الأسلحة والقنابل ويُفرز الأطفال إلى أقسام يختارها المدربون، منها قسم الإنتحاريين، قسم مصنعي القنابل، قسم المقاتلين وهكذا، ثم بعد ذلك يؤخذ الطفل الى الجبهات للقتال.
أما المعسكر السريع: يُقام عندما يكون تنظيم داعش منخرطاً في معارك كبيرة، مثل معركة عين العرب، ويكون بحاجة ماسة لمقاتلين جدد، فيدخل الأطفال معسكر شرعي مدته 20 يوم، ثم يؤخذون الى معسكر تدريبي لا تتجاوز مدته الشهر ومن ثم بشكل مباشر إلى القتال.
وقُتل أغلب الأطفال في المعارك بسبب هذا المعسكر السريع، كون الطفل يفتقد لأي خبرة في القتال ويتم الزج به في المعارك العنيفة مباشرةً. كما يستخدم هؤلاء الأطفال أيضاً من قبل تنظيم داعش لنقل الطعام لهم ونقل الادوية وتعبئة مخازن السلاح وتجهيز القنابل والعبوات الناسفة.

يُذكر أنه بتاريخ 28/8/2014، قام تنظيم داعش بإعدام أكثر من 420 عنصراً من قوات النظام في أماكن متفرقة من مدينة الرقة كان قد أُلقي القبض عليهم من الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة العسكري، حيث أمر التنظيم الأطفال في مدينة العكيرشي شرق الرقة، مستغلاً انعقاد دورة تخريج لمجموعة من أطفال المعسكر الشرعي للأشبال، بتنفيذ حكم الإعدام بحق هؤلاء العساكر عن طريق قطع رؤوسهم، حيث لا يتم تخريج الطفل الذي يفشل في تنفيذ أمر الإعدام من الدورة، وبالفعل نفذ الأطفال العملية، وقُتل أكثر من 100 جندي من قوات النظام في ذلك اليوم.

.يُذكر ان تنظيم داعش سيطر على مدينة الرقة بشكل كامل بتاريخ 12/01/2014