ليس كل عمل إرهابي, داعشي بالضرورة

#الرقة_تذبح_بصمت
كثُرت الهجمات الفردية في الآونة الأخيرة في كثير من دول العالم، في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وفيما تتناول المواقع الأخبارية تلك الهجمات واصفة إياها بالهجمات الإرهابية، وتصل إلى اسماع وعقول الجمهور بوصفها “هجمات إرهابية مرتبطة بتنظيم داعش”، ونتج ذلك عن البروبغندا الإعلامية التي يقودها التنظيم متبنياً كل فعلٍ مؤذي حول العالم، ومطبلاً لشعار القاعدة الأم “بالذبح جئناكم”.
فيما تعتمد مكاتب التحقيقات العالمية، على وجوب ارتباط الفعل بالإيديولوجية التي يتبناها تنظيم داعش، كي يثبت وقوف التنظيم خلف تلك الجرائم، ضمن سياسة “الذئاب المنفردة” كما يسميها التتظيم واتباعه، هذا وتتشابه الخصائص السلوكية والنفسية التي يقوم بها إرهابيو داعش، مع تلك التي يقوم بها القتلة غير الإسلاميين أو الغير مرتبطين بفكر التنظيم.
وبغض النظر عن الدوافع والسلوكيات للمجرمين، والذين يتشابهون بحسب الدراسات السلوكية بمعاناتهم من المشاكل النفسية والشخصية، كالطرد من العمل أو البطالة أو عدم ايجاد الأصدقاء والشركاء العاطفيين، إضافة إلى شعورهم بالدون عن اقرانهم، إذ يشعرون بشعور الضحية ويتصرفون على هذا الأساس، وقد يكونون ضحية حقيقية للاضطهاد والتمييز والتسلط والمشاكل العائلية.
وينبغي على السلطات تطوير أساليبها واشراك المجتمع في قضايا مكافحة الإرهاب، عن طريق التنسيق مع الخبراء النفسيين ورجال الدين والمعلميين، وخرط المجتمع والأسرة في التقويم النفسي والتنبيه على عدم توجيه أصابع الإتهام نحو المجتمعات المسلمة، الأمر الذي يدفع أفرادها للشعور بالتمييز وغياب العدل، مدفوعين بتلك المشاعر نحو عالم التطرف.
وبمقارنة نتائج الإحصاءات الصادرة عن المراكز البحثية، والتي بينت أنّ عدد الهجمات الإرهابية التي استهدفت المجتمع الأمريكي والتي تحمل الفكر الجهادي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمر ٢٠١١، بلغت ٩٤ قتيلاً، الرقم الذي يبدو صغيراً إذ ما تم مقارنته بالـ ٢٠٠ ألف جريمة التي شهدتها الولايات المتحدة منذ ١١ أيلول ٢٠١١، والتي لا تحمل الفكر الجهادي كي تصنف في خانة التصنيفات الأمريكية والإعلامية الفضفاضة.
وتبقى التحليلات النفسية لكل المرضى النفسيين المرتبطة بسلوك مؤذي، أمراً نسبياً لا يمكن تعميمه على الجميع، وهو كالبحث في كومة قش عن القشة التي ستصبح أبرة.