خاص – الرقة تذبح بصمت
لم يعهد تنظيم داعش فترة ركود عسكري كالتي يعيشها الآن في ظل توقف معظم جبهات القتال مع مختلف الفصائل والمليشيات المسلّحة، إذ باتت جبهة عين عيسى آمنة لمليشيا وحدات الحماية الشعبية بعدما كانت إحدى أكثر الجبهات شراسة كما هو الحال في دير الزور شرقاً، حيث توقفت المعارك بشكل شبه كامل منذ آخر عملية واسعة شنها التنظيم ضد النظام والمليشيات التابعة له، ليبقى شمال حلب مشتعلاً على خلفية المواجهات بين التنظيم وفصائل الجيش الحر بالتزامن مع قصف جوي روسي وتقدم عسكري لقوات النظام باتجاه نبل والزهراء.
تحشيد في الرقة وخوف من تكرار سيناريو تل ابيض
تشهد مدينة الرقة مؤخراً ارتفاعاً في عدد عناصر التنظيم وسياراته وانتشاراً للحواجز على مداخل ومخارج المدينة إلى جانب الدوريات المكثفة، وهو ما يوحي بأنّ شيئاً ما يجري التخطيط له.
مراسلنا أفاد بدوره، بأن التنظيم استقدم تعزيزات عسكرية شملت قذائف هاون وصواريخ بعيدة المدى كما استطاع الحصول على معلومات من مصادر مختلفة تؤكد قيام التنظيم بتحويل عدد كبير من السيارات المصادرة إلى سيارات مفخخة ما يرجّح احتمالية التجهيز لهجوم واسع مجهول الوجهة حتى اللحظة.
من جهته، قال منذر وهو شاب من المدينة “أستطيع الجزم بأن ما يجري هو هدوء يسبق العاصفة، لا أعلم هل سيهاجم داعش جهة ما أم أن المدينة ستهاجم من قبل النظام أو مليشيات وحدات الحماية، لا نريد أن نتخلص من مجرم كي يأتي مجرم آخر يشابهه كما حدث في تل أبيض، أعلم أن القصف الروسي سيتوقف في حال سيطرة النظام أو وحدات الحماية على المدينة لكن جميع الاهالي سيتم تهجيرهم والريف الشمالي مثال حي على ذلك”.
الوجهة حلب
تعيش حلب اليوم أصعب أيامها في الثورة السورية إذ باتت مهددة بالانهيار في أي لحظة مع تسجيل ما يقارب 150 غارة خلال يوم واحد إضافة إلى تقدم النظام تدعمه ميليشيا حزب الله ومليشيات عراقية ومرتزقة روس من جهة نبل والزهراء، في وقت يحاول فيه تنظيم الدولة الضغط عليها من الجهة المقابلة ليضعها بين فكي كماشة.
التنظيم وكعادته يحاول استغلال الضغط العسكري الروسي على المدينة لإخضاعها وفتح معابر جديدة عبر السيطرة على أجزاء من الشريط الحدودي مع تركيا وبخاصة مع تضييق الخناق عليه منذ خسارته معبر تل أبيض وتوقف تدفق المقاتلين، فيقول أبو محمد وهو سائق حافلة “مررت بعدة سيارات للتنظيم محملة بمقاتلين وتجر خلفها مدافع هاون فسألتهم من باب كسب ودهم لتحاشي مضايقاتهم، وين الوجهة يا شباب على مطار الدير فأجابني أحدهم الوجهة حلب نربي الجيش الحر هناك”.