مدنيو الرقة تحت السوط والنار


خاص – الرقة تذبح بصمت

لم ينتظر داعش صباح اليوم التالي، كي يعلن بفرح مسؤوليته عن تفجيرات فرنسا، التي راح ضحيتها مايقارب ١٢٧ قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى، بحجة أنّ فرنسا تقود حملة التحالف الدولي ضد مناطق سيطرته، في وقت انطلقت فيه حملات التضامن مع ضحايا التفجيرات، من قبل الناشطين والمدنيين السوريين على مواقع التواصل الإجتماعي، بمقابل عناصر داعش ومناصريها الذين اعلنوا فرحهم عبر التويتر غير عارفين في البداية من هو المسؤول عن تلك العمليات حتى قام التنظيم بتبنيها لاحقاً.


وجاء ذلك، قبل أن تعلن وزارة الدفاع الفرنسية، عن إرسالها عشر طائرات حربية، لاستهداف مواقع التنظيم بأكثر من ٣٠ غارة، استهدفت كلّاً من الفرقة ١٧، المداجن، معسكر الطلائع ، مبنى السياسية ، الفروسية ، الهجانة ، العيادات الشاملة، بعض الحواجز على مدخل المدينة الجنوبي والملعب البلدي والمتحف، وأسفرت عن تضرر خط الكهرباء الرئيسي المغذي للمدينة، إلى جانب خسائر في صفوف التنظيم، لم يتم التأكد منها حتى اللحظة.

وعمد التنظيم، الذي يعتمد في قتاله مبدأ حرب العصابات، ولا يملك معسكرات أو ثكنات محددة داخل المدينة، إلى اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية منذ بدء الضربات، ناقلاً جميع مقراته إلى شقق سكنية في الأحياء الخاصة بالمدنيين، ورغم أنّ هذه الضربات لم تستطع إضعاف التنظيم أو قتل عدد كبير من عناصره ضمن مدينة الرقة، إلّا أنّها باتت تشكل مصدر خوف كبير للمدنيين.

أبو أحمد وهو اسم مستعار لمدني في الرقة، قال للـ “الرقة تذبح بصمت”، إنّ “الغارات الجوية أمس، شكّلت مصدر رعب كبير للمدنيين، كونهم توقعوا أن تكون إنتقاماً منهم، في حين تأكدوا بعد توقف القصف، أنّه لم يخلف إصابات في صفوفهم، ورغم أننا كمدنيين تضامنّا مع ضحايا تفجيرات باريس بصفة الإنسانية، قوبل تضامننا بثلاثين غارة داخل المدينة، نشرت حالة من الخوف والرعب بين الأطفال والنساء، وكلّ ذلك وضعنا أمام خيارين أحلاهما مرّ، فنحن الجلاد بفعل تلك الغارات ونحن الضحية الأولى بفعل التنظيم”.

بورها، اقتل نسرين وهي مواطنة وربة منزل، “كانت الأصوات عنيفة بشكل كبير، عشنا ليلةً من الرعب والخوف، ولم نعلم أين الضربات، كنّا نتوقع في أي لحظة أن يتم قصف منازلنا لتنهار فوق رؤوسنا، وعندما توقف القصف، حاولنا أن نعرف ماذا حصل وبدأت الأخبار تصل تباعاً، كانت المدينة شبه خالية، وبخاصة من عناصر داعش الذين تعودنا على غيابهم تزامناً مع ظهور الطائرات”.

مراسل الرقة تذبح بصمت أكد أيضاً، اختفاء عناصر وآليات التنظيم من المدينة، في ظل إسعاف بعض عناصره إلى المشافي الميدانية السرية، التي يستخدمها في الحالات الطارئة، ويمنع على المدنيين الدخول أو الاقتراب منها، مضيفاً أن الضربات جميعها استهدفت مقرات للتنظيم وبعض حواجزه.
وكان التنظيم، قد تبنى هجمات العاصمة الفرنسية باريس، كردّ انتقاميّ على مشاركة فرنسا في التحالف الدولي، في حين جاءت ردة الفعل الفرنسية انتقاماً لضحايا التفجيرات الإرهابية.
 
Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".