الزكاة ، مصدر لتمويل داعش أم ركن من أركان الإسلام !

خاص – الرقة تذبح بصمت 

استغلال تنظيم داعش للشرائع والأحكام الإسلامية , كان من أهم مصادر تمويل عمليات التنظيم الإجرامية في شتى أصقاع الأرض وعصب أساسي لبقاءهم ومُمد من عمر التنظيم , لم تقتصر سرقات داعش لأبار النفط في ريفي محافظة الرقة ودير الزور ,و لا لسلب أراضي زراعية أصحابها هجروها خوفاً من بطش التنظيم ولا المؤسسات الحكومية التي هي ملك الشعب , بل أمتد لأحد أركان الإسلام وهي استغلال ركن الزكاة وتحويله مصدر تمويل لـ “بيت مال المسلمين ” على حد تعبيرهم , ليكون أحد مصادر التمويل لعملياتهم الإجرامية , وأموال بالأساس هي لفقراء الناس , “لا يوجد ضرائب في دولتنا كما هو الحال في الدول الأوربية” , هكذا يغرد أحد مناصري تنظيم داعش بتغريدة على موقع تويتر , ولكن يوجد استغلال أركان الإسلام , وضرائب مالية تزداد يوماً بعد يوم .

فرض التنظيم دفع الزكاة على أصحاب المواشي، وأصحاب المكاتب العقاريّة، وتعهدات النقل، والمطاعم، والصيدليات، والعيادات الطبيّة، والأراضي الزراعيّة، ومجالات كثيرة”., تدفع بين الفترة وأخرى وتكون نسبة مئوية تقدر بـ 2,5%، وعلى صاحب المحل دفع نسبة 2,5 في المئة على كل مبلغ يساوي ثمن 100 غرام من الذهب ، وأنَّ كل من لا يحقق مرابح سنوية تعادل 100 غرام من الذهب، لا يفرض عليه “دفع الزكاة .

ومن حيث الأشراف يُشرف على عملية جمع الأموال ” الجرد ” ما يسمى ديوان الزكاة منتشر في كل المدن والقرى والمحافظات التي اغتصبها التنظيم بعد معاركه مع الثوار مطلع العام الفائت 2014 , حيث أطلق على المحافظات اسم الولايات وعلى القرى والمدن اسم قطاعات , وفي كل قطاع أو ولاية يوجد ” ديوان الزكاة ” , يشرف على عملية جمع الأموال , لجنة مؤلفة من أشخاص سوريين و ” مهاجرين ” غير سوريين , ينتقلون على المحال ويقييمون البضاعة ورأس المال ومن ثم يفرضون مبلغ محدد على صاحب المحل هذا أو ذاك , متناسين أحياناً أو متغافلين عن موضوع تقلب العملة الصعبة وهبوط ونزول سعر الدولار .

تجمع ما يسمى ” ديوان الزكاة ” المال ويتم وضعه في ” بيت مال المسلمين ” ومن ثم يتم شراء كميات من الرز و المواد الغذائية أو يوزعون الحصص الغذائية التي سرقوها من المنظمات الإغاثية ولصقوا عليها شعاراتهم  على النازحين وفقراء المدينة و البلدة , وفقاً لشروط ومعايير تحددها اللجنة التابعة لديوان الزكاة , وإذا ما قورنت الأموال التي تم جمعها من أصحاب المحال التجارية بكميات الرز والمواد الغذائية الموزعة على نازحي وفقراء المدن , بالكاد تكون نسبة ضئيلة , أبو محمد وهو شاب ثلاثيني نازح من محافظة حمص إلى ريف محافظة الرقة يقول لحملة الرقة تذبح بصمت ” أنني نازح من حمص منذ سنتين وقالوا في المساجد أي نازح يراجع ديوان الزكاة يتم تسجيل أسمه وإعطاءه حصة من أموال الزكاة , بعدما راجعتهم وسجلت أسمي واسم افراد عائلتي , أخبروني أنني لا أستحق الزكاة كوني شاب وعلي البحث عن العمل في حين أحدهم يأكل من اشهى أنواع الطعام , ويشرب المشروبات الغازية التي نسينا طعمها , ولا يشرب إلا الماء الصحية! ” , يواصل أبو محمد : ” طلبوا مني إذا ما انتسب للتنظيم سيعطوني راتب ” محرز ” بالدولار الأمريكي , ومنها جهاد في سبيل الله وأجر دنيا على حد تعبيرهم , ولكنني رفضت ” .

ويذكر أن من شأن الزكاة فوائد على المستوى الإجتماعي ترفع معها مستوى خط الفقر فيه. إلا أن المريب في الأمر، تزايد حكم القصاص في المدن والقرى التي اغتصبها تنظيم داعش بـ (قطع اليد) من جرّاء حوادث السرقة الكثيرة في الأشهر الأخيرة .

Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".