قطاع الصحة ضحية جديدة لإقتصاد ” داعش ” في تل أبيض

قطاع الصحة ضحية جديدة لإقتصاد " داعش " في تل أبيض
خاص – الرقة تذبح بصمت

أوقف تنظيم “داعش ” عمل جميع المستوصفات في مدينة تل ابيض شمالي محافظة الرقة , وصادر الأدوات الطبية من جهاز تخطيط وتصوير أيكو وأدوية كانت موجودة فيها , في كل من مستوصفي “نزلة الكهرباء و المحكمة القديمة ” اللذان كانا يقدمان خدمات صحية لما يقارب عشرة آلاف مواطن في المدينة .

كما قام التنظيم بتحويل المشفى الوطني إلى مشفى خاص إضافة لمشفى الحكمة الخاص , ووضعهما تحت تصرف التنظيم وايقاف العمل المجاني فيهما , حيث اصدر التنظيم تسعيرة أولية بتقاضي مبلغ ألف ليرة سورية أي ما يعادل 5 دولارت لقاء كل ليلة يقضيها الطفل حديث الولادة في الحواضن , و 200 ليرة سورية لكل صورة شعاعية و 400 ليرة سورية لكل تحليل طبي , وعلى الرغم من صغرِ المبلغ , إلا أنه يعتبر كبير في الداخل السوري وخصوصاً لدى اصحاب الدخل المحدود الذين لا يتعدى دخلهم الشهري 20 ألف ليرة , إذ هو مضطر لصرف نصف دخله الشهري لوضع ابنه في الحواضن عند ولادته .

وتأتي هذه الخطوة كبداية لخصخصة القطاع الطبي وجعله تابعاً للتنظيم في مناطق سيطرته , إذ أن التنظيم يود أن يستفاد مادياً من القطاع الطبي واعتباره مصدر رزق له , كما أن داعش تحاول السيطرة على المجال الطبي لحصر الأشخاص اللذين يتلقون العلاج , خوفاً ممن يقومون باغتيالات وعمليات عسكرية بسيطة داخل مناطق سيطرته ومعرفتهم .

وبات المواطن الذي يعاني من مرض ما أو بحاجة لإجراء عمل جراحي بين خيارين , أما السكوت وتقبله مرضه وانتظار الموت الرحيم , أو الاستدانة المالية إن أمكنه ذلك لإجراء العملية , بعد أن كان يتلقى العلاج والدواء مجاناً من عدة مراكز طبية ومشافي عامة كانت تعمل في المدينة , علماً أن عناصر التنظيم لهم مراكز طبية ومشافي خاصة لهم لتلقي العلاج والدواء .

وفي سياق مشابه أفاد مراسل الرقة تذبح بصمت في تل أبيض , أن تنظيم داعش رفع سعر فاتورة الهاتف من 400 ليرة سورية إلى 1000 ليرة , في خطوة مشابهة فعلها التنظيم قبل شهر في مدينة الرقة , علماً أن التنظيم ليس له فضل أو مجهود في عمل خطوط الهاتف , كما أن عمال مقاسم البريد يتلقون رواتبهم من النظام .

وبهذه الخطوات يكون التنظيم قد أوشك على انهاك المواطن حتى اخر نفس , لإجباره على الانضمام للتنظيم لتلقي معاملة يُحرم منها في وضعه المدني , وتلقي راتب يضيفه إلى دخله الشهري لتحسين مستواه المعيشي بعد التضييق الذي فرضته داعش