داعش يفرَّغ الرقة من المعلمين وأصحاب الشهادات العليا

داعش يفرَّغ الرقة من المعلمين وأصحاب الشهادات العليا
كتيّب قامت داعش بتوزيعه في الرقة

خاص – الرقة تذبح بصمت

أدى قرار تنظيم “داعش” خلال الفترة الماضية بإلزام معلميّ الرقة على “الاستتابة” إلى هروب أعداد كبيرة من حملة الشهادات الجامعية و العليا “الماجستير والدكتوراه ” إلى خارج المحافظة بشكل نهائي حيث مارس التنظيم عليهم أخر فصول التضييق فوضعهم بين خيارين لا ثالث لهما اما الاستتابة أو الموت بتهمة الردّة وسلب الممتلكات .

مما دفع حاملي الشهادات من المعلمين المتخوَّفين لعمليات نزوح خوفاً من القرارت التعسفية الأخيرة التي أصدرها تنظيم ” داعش “ويعلَّلون خوفهم هذا بعدة أمور منها :

1– إجبارهم على الاستتابة بتسجيل أسمائهم في لوائح خاصة بالتنظيم ، الأمر الذي قد تترتب عليه مسائلات لاحقة .

2– الحديث الاخير عن نية التنظيم إجبار “المُسْتتيبن” التدريس بمدارسه وإخضاعهم لدورات شرعية .

3– التخوَّف من إجراء بيعات خاص لهؤلاء المعلمين الأمر الذي يلزمهم بقاعدة ” الولاء والبراء ” الذي يستخدمها داعش مع مبايعيه، أو تحويلهم إلى مقاتلين في لحظة ما وما يجره عليهم تبعات كونهم مقاتلين من أحكام في حال توليهم عن الزحف او التباطؤ في الاستجابة لدعوات القتال التي قد يعلنها التنظيم مستقبلاً .

4– الاجراءات التعسفيّة التي قد يرتكبها النظام بحقهم بطردهم من الوظيفة وحرمانهم من الراتب وهو مصدر الدخل الوحيد لهم .

5– تهديدات التنظيم للمعلمين بإنّ الذين لم يخضعوا لما يُسمى ” الاستتابة ” فسيتم مصادره أملاكه وهدر دمه.

ويخشى المعلمين كافةً بأنّ قرار التنظيم هذا بمنعهم من استلام رواتبهم واعتباره عملاً محرماً، مع العلم أنّ تنظيم “داعش ” وخلال الاستتابة أعلن بأنّه لا يوجد لحد هذه اللحظة قرار يمنع استلام الراتب مع العلم أن أوراق الاستتابة تتضمن بأن ” الرزّاق هو الله وأن التعويل على الطاغوت في الرزق أمر غير جائز ” ، وكل هذه القرارات والتخمينات لم يتم نفيها من قبل داعش حتى هذه اللحظة .

ويبلغ عدد موظفي التربية بالرقة من معلمين واداريين قرابة 24.000 موظف نسبة 90% منهم لايزالون يتقاضون رواتبهم من النظام بين الحين والأخر , وبات معلميّ الرقة بين نارين نار التنظيم والجحيم المتربص بهم من قرارات التنظيم وبين قرار الانتقال إلى مناطق سيطرة النظام حيث أنّ قسم كبير من المعلمين الذكور مطلوبين للاحتياط ويتم سوقهم للخدمة الاحتياطية بالجيش ويزج بهم على جبهات القتال .

فيما اختار قسم منهم السفر إلى تركيا والبحث عن مصدر للرزق وجلّهم من حملة الشهادات الجامعية ومن أصحاب الاختصاصات المختلفة والخبرات المتنوعة وقسم أخر أصبحت فكرة الهجرة هي المسيطرة عليه أملاً بالحصول على المزايا والتسهيلات التي يحصل عليها الواصلون إلى أوروبا .

معلمو ومربّو الأجيال بتَّ تشاهدهم بمدن اللجوء يبحثون عن أي فرصة عمل تعينهم على لقمة العيش وحتى لو كانت على حساب مركزه الاجتماعي السابق و قد لا تتناسب مع خبراتهم أصلاً كالعمل في المطاعم والأعمال الأخرى  المختلفة عما يملكه صاحب الشهادة من معرفة , وهذا الأمر ينطبق أيضاً  على حملة الشهادات الأخرى الذين كانوا يعملون في الدوائر الحكومية والخدمية كالمهندسين والمحامين الذين يصارعون للبقاء بعيداً عن فكر التنظيم المتطرّف ومغرياته المتعددة .