عقوبات جديدة يفرضها التنظيم على المدخنين ومستمعي الأغاني

خاص – الرقة تذبح بصمت

احد عناصر تنظيم داعش في مدينة الرقة
احد عناصر تنظيم داعش في مدينة الرقة

تعيش مدينة الرقة شرق سوريا في حالة من التخبط والذعر بعد سيطرة تنظيم ” داعش ” على المحافظة في كانون الثاني/يناير من العام الماضي وخصوصاً بعد سنّ التنظيم لعدة قوانين وتشريعات يجب على المدنيين تطبيقها وأي مخالفة لها تقتضي العقاب فتعددت أنواع العقوبات التي يمارسها ” داعش ” في حق المدنيين المخالفين لتشريعاته وأوامره فهي متقلبة قابلة للتحديث من فترة إلى أخرى ولكن تلك التحديثات تتجه نحو الأسوأ ، فأهالي المحافظة ضاقوا ذرعاً من تلك العقوبات التي تمارس بحقهم ومصادرة التنظيم لحرياتهم البسيطة .

ففي الأيام القليلة الماضية أصدر تنظيم ” داعش ” عقوبة جديدة تشمل المدخنين والمتخلفين عن الصلاة في المسجد والأشخاص الذين يتم العثور على أغاني في هواتفهم المحمولة إضافة لأي شاب يرتدي بنطال جينز ضيق ولو قليلاً ، والعقوبة الجديدة هي السجن لمدة عشرة أيام يتخللها دورة شرعية يتم في نهايتها إخضاع جميع الموقوفين لامتحان في تلك الدورة الشرعية ومن يتجاوز ذلك الاختبار يتم اخلاء سبيله على الفور ومن لم يحالفه الحظ في النجاح في ذلك الامتحان عليه دفع غرامة مادية وحضور دورة شرعية جديدة وخضوعه لامتحان جديد ويبقى على هذا الحال حتى يتجاوز ذلك الامتحان .

وعند سؤالنا لجاسم وهو احد ابناء المدينة عن العقوبات الجديدة قال : تنظيم داعش يزيد من صعوبة العقوبات هذا السبب الذي أدى لهجرة وهروب العديد من الأهالي واستخدامه لمبدأ الترهيب في التعامل مع العامة فبات التعبير عن الرأي جريمة يعاقبها عليها التنظيم ، فلا يمكن أن تعترض أو تناقش قراراً أصدره التنظيم لأن مصيرك سيكون الاعتقال في أسوأ الحالات بتهمة مخالفة شرع الله كما يدعي مقاتلي التنظيم وهم أبعد ما يكونوا عن شرعه .

أما بخصوص القرار فلم يمضِ على القرار عشرة أيام لنرى مصير من يتم اعتقاله وكيف تسير الأمور معه داخل السجن ،كما نوه جاسم لا يختلف تنظيم داعش عن النظام السوري كثيراً فالرشاوي والواسطات والمحسوبيات تلعب دوراً كبيراً في مثل تلك القضايا على الخصوص وهي منتشرة بشكل كبير داخل أوساط التنظيم وخصوصاً في صفوف عناصر التنظيم المحليين .

وهكذا يستمر التنظيم في التضييق على المدنيين بشتى الوسائل بإصدار قرارات ومراسيم جديدة أشد من سابقتها حيث سبق وأن أصدر مرسوماً بمنع النساء دون الخمسين عام من مغادرة المدينة والسفر لمناطق سيطرة النظام ، إضافة لمنعه كل من تتراوح مواليده من عام 1990 حتى عام 2000 من السفر إلى مناطق النظام أيضاً لتقديم الامتحانات المدرسية والجامعية بحجة أن هذه المدارس والجامعات تابعة للنظام الكافر ولا يجاوز تلقي العلم فيها إضافة إلى العديد من العقوبات في جميع المجالات ، ليعيش أهالي المحافظة في ظل خناقٍ جديد يفرضه التنظيم عليهم ولسان حالهم عاجز عن النطق كالعادة .

أبو ورد الرقاوي – الرقة تذبح بصمت

Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".
التعليقات مقفلة.