الرقة الأبية على طريق الحريةّ

الرقة الأبية على طريق الحريةّ
تمثال المقبور حافظ الأسد بعد إسقاطه في الرقةالرقة الأبية على طريق الحريةّ

خاص – الرقة تذبح بصمت

تنفست مدينة الرقة الحرية , منذ أول يوم في الثورة السورية , وواكبت جميع التطورات بعقلانية , وكان الملاذ الأمن لما يقارب مليوني وافد من عدة محافظات , إلا أن هذا الملاذ صحبه تخطيط لتوجيه ضربة قاضية للنظام بأقل الخسائر الممكنة دون إيذاء الوافدين حتى ولو كان هذا الأمر على حساب أبنائها .

كانت المظاهرات السلمية تخرج في جميع أنحاء المحافظة مثبتة أن أبناء الرقة جزء من مسيرة الثورة , على الرغم من القبضة الأمنية المشددة التي كانت مفروض على المدينة خوفاً من خروجها عن سيطرة النظام .

سمّى ابناء الثورة جمعة باسم ” الرقة الأبية على طريق الحرية” مطالبين ابناء الرقة بالتصعيد وزعزعة اركان النظام ليكون رداً مزلزلاً يلخص ثورة شعب على مدة سنتين بثلاث ايام , فكان عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم أتت العَزائِمُ , وعلَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ , معلنين الإضراب العام والعصيان المدني ليتطور الأمر إلى مظاهرات سلمية جابت المدينة ممهدة لدخول الجيش الحر إلى المدينة والسيطرة على الأفرع الأمنية وإعلان مدينة الرقة أول مدينة محررة في الثورة السورية , بانتفاضة شعبية منظمة حمت المدنيين والمدينة من أي خسارة ممكنة .

بعد تحرير المدينة , شكل ابنائها مجلس محلي ومنظمات عمل مدني لتنظيم المدينة , ومنع بعض المخربين المنخرطين في صفوف الثورة من تعكير صفوة التحرير , فكانت مدينة الرقة خير مثال يحتذى به من تنظيم وعمل ونتيجة , مستمرين بالمظاهرات السليمة كل يوم مشاركين جميع تشكيلات الثورة أفراحهم واحزانهم , متضامنين مع الجميع رغم الظروف الصعبة التي مرو بها والتي كانت اهمها عدم مساعدة الإئتلاف الوطني .

وحافظت مدينة الرقة على ترابط مكوناتها بعد التحرير , وأعطوا الأمن للمدنيين من غير الطوائف والقوميات , بل اعتبروهم جزء من الحراك الثوري , ومنحوهم حرية كانت مسلوبة منهم حتى على أيام النظام الذي ادعى حماية الأقليات.

زاد توافد أبناء المحافظات السورية إلى مدينة الرقة بعد تحريرها لما شهدته المدينة من حسن سلوك وتعامل وحماية وصدق عمل من قبل ابنائها , وهذا مالم يرضي النظام وتنظيم داعش على حد سواء , فأخذ النظام على عاتقه بتكثيف قصفه الجوي , موكلاً مهمة التضييق على الارض لداعش , ساعين لتشويه صورة حراك سلمي بشتى الوسائل , من قصف نظام وحرق للكنائس على يد داعش واختطاف ناشطين .

وتمر اليوم الذكرى الثانية لتحرير مدينة الرقة , وسط تهجير لأبنائها , وقبضة أمنية حول عنق من بقي فيها , محاولة إيقاف هواء الحرية الجاري في عروق , إلا أن مقولة الرقة الأبية مستمرة حتى نيل الحرية .

تيم رمضان – الرقة تذبح بصمت