كيف يتجنب داعش محاولات الغرب تجفيف منابع أمواله

tdy_hall_isis_140922_9c1c580beb91a13dfbc5e263e23bc7ae

خاص – الرقة تذبح بصمت 

منذ ال 23 من سبتمبر/ أيلول شن طيران التحالف أكثر من 2000 غارة جوية على مراكز ومقرات لتنظيم داعش في محاولة منه لإيقاف تمدد هذا التنظيم وتجفيف منابع التمويل التي يمتلكها التنظيم , فمن قصف مصافي النفط البدائية ومراكز التكرير الى محاولات التضيق الاقتصادية واغلاق الحدود مروراً بقصف الطرق التجارية التي يمتلكها التنظيم وتدمير الشاحنات العملاقة وصهاريج النقل التي يستخدمها لنقل النفط الخام والفيول الى السوق السوداء . فسعى التحالف بشتى الوسائل لتجفيف هذا التمويل والضخ المالي الذي يدر من النفط فقط اكثر من 2 مليون دولار اميركي يومياً لهذا التنظيم الذي يوماً بعد يوم بدأ يخرج عن السيطرة . ولا تزال داعش تستغل الكثير من الطرق لزيادة ضخ المال لها بطرق متعددة أهمها :

1- من أهم موارد الأموال لتنظيم داعش هو بيع الكهرباء والغاز الى نظام الأسد عبر السدود التي تقع تحت سيطرته ” تشرين – البعث – الفرات ” بالإضافة الى حقل “توينان” للغاز الذي سيطر عليه التنظيم , حيث تتم صفقات سرية بين داعش ونظام الأسد للتبادل ورشات اصلاح من النظام مقابل كهرباء من تنظيم داعش وتقسم الارباح فيما بينهم .

2- من اهم منابع الأموال التي تدر على تنظيم داعش هي الضرائب التي يفرضها على أهالي مدينة الرقة فكل بيت في المدينة يجب ان يدفع 800 ليرة للكهرباء و400 ليرة للهاتف وكل محل تجاري يجب ان يدفع 1500 ليرة كهرباء + نظافة و400 ليرة لخطوط الهاتف وهذه الضرائب تدر اموال كبيرة على التنظيم حيث يقوم جهاز الحسبة بجنيها شهريا من اهالي مدينة الرقة .

3- عائدات الجمارك والتي أنشأ قسماً خاصاً لها تحت مسمى “مبنى الجمارك” المتمثل سابقا بمعهد الموسيقى الموجود في المدينة ليفرض التنظيم ضرائب على اي بضاعة تحاول الدخول من المدينة او الخروج منها ليكون للتنظيم حصته من هذه البضائع ايضا .

4- فتح خط تجاري عملاق بين مدينتي الموصل والرقة من قبل عناصر التنظيم حيث يقوم التنظيم بتصدير الفواكه والخضار والحبوب والاقمشة والالبسة الى الموصل بالمقابل يتم تصدير من الموصل الى الرقة التمور وشحوم وقطع السيارات وبعض القطع الادوات الكهربائية وهذه التجارة اثبتت جدارة عالية ومصدر ربح كبير حتى اصبح بعض اهالي مدينة الرقة يقومون بها ايضا وهي من اهم اسباب صمود المدينة الاقتصادي .

5- مقاهي الانترنيت وبعد انقطاع الانترنيت عن مدينة الرقة لأكثر من عام ونصف واصبحت المدينة تعتمد بشكل كلي على الانترنيت الفضائي الباهظ الثمن اصبح افتتح تنظيم داعش العشرات من مقاهي الانترنيت التي تدر عليه اموال طائلة حيث تكلفة 25 ميغا بايت 100 ليرة سورية وهو مبلغ كبيرة بالنسبة لأهالي مدينة الرقة واصبح الاهالي لا يستطيعون التخلي عن الانترنيت وبالإضافة الى عناصر التنظيم وهذه التجارة من اكثر التجارات ربحاً للتنظيم واهالي مدينة الرقة حيث كان في مدينة الرقة قبل الثورة اقل من 20 مقهى انترنيت اما الان فيوجد اكثر من 500 مقهى يقوم بتوزيع ونشر الانترنيت لتصبح مدينة الرقة مدينة فضائية بمعنى الكلمة ويصبح الانترنيت متوفرا في كل مكان حتى في الشوارع .

6- الحسبة : في حين كان جهاز الحسبة يقوم بعقوبات على المدخنين او المخالفين للقوانين او المتأخرين عن الصلاة او اغلاق المحلات التجارية حسب ” القوانين الداعشية ” من جلد وضرب وتعذيب اما الان اصبح بإمكانك تجنب ذلك من خلال دفع مبالغ مالية للتنظيم حيث ان عناصر الحسبة الذين كانوا يجبرون الاهالي على إغلاق المحلات والذهاب إلى الصلاة , باتوا اليوم يفرضون عليه مبلغ 1000 ليرة سورية /ما يعادل 5 دولار اميركي/ كي يبقى في محله ولا يذهب إلى الصلاة أو يقوم بإغلاق المحل بالإضافة الى المخالفات التموينية والمرورية التي يفرضها التنظيم واصبحت أي مخالفة في المدينة من الممكن بدل عقوبتها الشرعية دفع اموال للتنظيم لتجنبها وعلى سبيل المثال في المخالفات التموينية ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻻسلامية ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻗﺔ التابعة لداعش ﺑﺠﻠﺪ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ ” ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﻧﻲ ” ﻣﺌﺔ ﺟﻠﺪﺓ ﺍﻣﺎﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻭﺗﻢ ﺗﻐﺮﻳﻤﻪ 14 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻟﻴﺮﺓ ﺳﻮﺭﻱ ، ﻻﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﺶ ﻓﻲ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺮﺯ

7- مصادرة اراضي الناس وبيعها في مزادات علنية مثل ما جرى مع المواطن “ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺤﻴﻤﺪ” من مدينة سلوك في ريف الرقة حيث صادرت داعش اراضيه وعينت ﺣﺎﺭﺱ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ داعش ﻋﻠﻰ الارض وقامت ﺑﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﺰﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻨﻲ كون محمود كان ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺤﺮ .

8- بيع الفيول والنفط الخام واستخراجه بطرق بدائية :فرغم كل الغارات التي نفذتها طائرات التحالف الا ان تنظيم داعش لا زال قادر على استخراج النفط الخام والفيول بطرق بدائية وفتح طريق تجاري الى تركيا لبيعها في السوق السوداء حيث يقوم التنظيم بعد استخراج الفيول والنفط الخام بتعبئته بسيارات ” صهاريج عملاقة ” ونقلها وبيعها في تركيا ورغم كل الغارات التي نفذها التحالف لا تزال هناك مصافي كبيرة في قرية العكيرشي شرق الرقة يقوم التنظيم باستخدامها لتكرير هذه المواد وهذه التجارة تدر على التنظيم مبالغ مالية كبيرة جدا تبقي اقتصاد التنظيم منتعشاً

9- بيع الحشيش والمواد المخدرة والسماح بتهريب الدخان والكحوليات : حيث تفيد تقاريربزرع تنظيم داعش كميات كبيرة من الحشيش والمواد المخدرة في حقول زراعية في ارياف مدينة الرقة ليقوم بعد ذلك التنظيم ببيعها في السوق السوداء في تركيا ورغم كل التضيق الذي يقوم به تنظيم داعش الا ان المخدرات والحشيش يتواجد في مدينة الرقة بكثرة رغم انه لم يكن متواجد في هذه الكميات سابقا قبل تواجد التنظيم كما يقوم التنظيم بأخذ اموال طائلة من تجار الكحوليات والدخان مقابل التغاضي عن هذه المواد والسماح بإدخالها الى المدينة حيث ان اسعار هذه المواد باهظة جدا داخل المدينة ولكنها متواجدة.

10- -عمليات التنقيب عن الاثار وتهريبها وبيعها في السوق السوداء وتركيا حيث عثر تنظيم داعش على مجموعة ضخمة من الأثار الباهظة الثمن في الريف الشرقي لمدينة الرقة في منطقة العكيرشي و قيمتها عالية جدا, وهذه ليست المرة الاولى التي يجد تنظيم داعش مجموعة اثرية في الرقة حيث عثر في نفس المنطقة العكيرشي على لوحة فسيفسائية عملاقة تعود الى القرن السادس قبل الميلاد .

 

ويبدو ان بعد اكثر من 2000 غارة جوية على تنظيم داعش لتدمير اقتصاده نستطيع ان نقول ان التنظيم ما زال متماسك اقتصادياً وان الضربات لم تؤثر به بذلك الشكل المطلوب ليبقى يعد من أغنى التنظيمات الارهابية في الاموال.