الخداع أحد أساليب ” داعش ” للإمساك بمعارضيه

خاص – الرقة تذبح بصمت

سعى دائماً تنظيم ” داعش ” للإيقاع بكل من يعارضه ويحاول كشف جرائمه وتجاوزاته في مناطق سيطرته , مستخدماً كل الوسائل لتكميم الأفواه وإرساء الظلام .

مدينة الرقة شمال شرق سوريا ” عاصمة الخلافة ” كما يحب أن يسميها مناصريه كان لها الجزء الأكبر من العمليات الأمنية , وقد حاول التنظيم عدم توفير أي وسيلة , فكل الشرائع تم تحليلها لغاياتهم .

عدد كبير من الناشطين يقبع في معتقلات داعش , دون معرفة حالتهم الصحية أو بقائهم على قيد الحياة , بتهم موجهة إليهم تتعلق بالكفر والردة أو العلمانية وتهم تم ابتكارها من خيال الأمنيين , نتيجة فضحهم جرائم داعش أو لمجرد معارضة التنظيم بالكلمة , وذلك عن طريق المكتب الأمني بمساعدة المكتب الإعلامي والتقني الذي يتابع الناشطين على الأرض والشبكة العنكبوتية وجمع المعلومات عنهم وتقديمها للمكتب الأمني الذي يقوم بدوره بتشكيل خلية سرية لاعتقال الناشط او قتله في حال عدم القدرة على الإمساك به .

تشكيل خلايا مهمتها انشاء صفحات ومجموعات تدعي معارضة التنظيم , لاستجرار الناشطين الذين يعملون بأسماء وهمية داخل مدينة الرقة للكشف عن هوياتهم الحقيقية ومن ثم اعتقالهم بعد اقناع الناشط أو الإعلامي بضرورة العمل معهم وكمية المعلومات التي يمتلكونها والتي تساعد على فضح التنظيم وكشف ممارساته كانت آخر ألاعيب ” داعش ” .

آخر الضحايا , شاب من مدينة الرقة , ينشط بنقل اخبار التنظيم وتحركاته , وبيّن أحد العاملين مع الشاب المعتقل , أنه قد تواصل مع مجموعة تعنى بتوثيق جرائم التنظيم وفضح ممارساته , وتم اقناعه بالعمل معهم باسم وهمي دون الطلب منه أي معلومة عن شخصيته الحقيقية , وبعد ذلك طلبوا منه اسمه الحقيقي لتحويل مبلغ مالي له كمكافأة على مجهوده ولمساعدته على شراء جهاز لاب توب يعينه في العمل , إلا أن هذه كلها كانت اكاذيب ليتم اعتقال الشاب بذات اليوم وتحويله إلى جهة مجهولة بتهمة محاربة الخلافة والعمالة ” للصليبيين ” .

صورة نشرها تنظيم داعش تظهر مراقبتهم لمجموعة الرقة تذبح بصمت
صورة نشرها تنظيم داعش تظهر مراقبتهم لمجموعة الرقة تذبح بصمت

فريق الرقة تذبح بصمت تعرض للعديد من هذه المحاولات عن طريق شبان يدعون امتلاكهم معلومات مهمة عن التنظيم , وهم بحاجة للتواصل مع اشخاص حقيقين لإعطائهم المعلومات , إلا أن مختصي القسم التقني في الفريق استطاعوا تتبع الأثر الرقمي لهؤلاء الاشخاص وتبين لديهم أن تسجيل دخولهم للشبكة العنكبوتية من أحد مقرات التنظيم في محافظة الرقة , كما تبين عن محاولة المجموعة التواصل مع إعلاميين عرب وغربيين لإقناعهم بضرورة قدومهم إلى مناطق قريبة من سيطرة التنظيم وسيقومون بتأمين الحماية وكافة المستلزمات لهم .

كينجي غوتو الصحفي الياباني الذي وقع في فخ لمؤامرة اعدتها إحدى الخلايا وقامو باستدراجه إلى أماكن سيطرة التنظيم لم يكن النهاية فالصفحات والحسابات التي يعمل أمنيي داعش وتقنييه على إنشائها قد تكون في الايام القادمة بأعداد ليست قليلة نظراً لما يمر به التنظيم من أزمات متلاحقة .

الصحفي الياباني كينجي غوتو في حلب وهو يدرب الناشطين السوريين
الصحفي الياباني كينجي غوتو في حلب وهو يدرب الناشطين السوريين

ولعل التنظيم بهذه الخطوة يبدأ بخدع جديدة بعد استحالة الوصول لمعلومات شخصية تتعلق بمعارضيه بعد فشله بالأساليب القديمة التي كان يتبعها والتي كان منها ارسال فتيات لإغراء الناشطين والحصول على معلوماتهم , كما أن الصحفيين الغير سوريين كنز للتنظيم يستطيع من خلالهم الاثبات للرأي العالمي أنه قادر على تحدي الدول الكبرى وإعدامهم كما فعل مع عدد من الصحفيين في السابق .