أبناء الفرات مواقٌف تُسّجل


في متابعٍة لانتفاضة عشائر ريف دير الزور الشرقّي ضّد ميليشيا “قسد” عقب مقتل شيخ عشيرة العكيدات “مطشر الهفل” طالبت العشائر المنتِفضة “قسد” بتسليم القاتل خلال شهر “وإلّا سيضطّرون لحمل السلاح ضّدها”، وهو ما جعل “قسد” تقوم بإجراء وساطات مع شيوخ العشائر وخاّصة عشائر الرّقة، إذ قامت قيادات قسد بالذهاب للُقرى واختيار عدد من رجال العشائر وحّثهم بالإجبار على إلقاء بيانات تطالب بدرء الفتنة بين العشائر و “قسد” وهو ما جاء على لسان قسد أّن عشائر الرّقة تؤكدّ وقوفها ودعمها لقسد، وتحّث أبناَءها للوقوف صفاً واحداً بوجه المؤامرات.

هذا وكان عدد مّمن أسمتهم ” قسد” بوجهاء وشيوخ العشائر في الرّقة والطبقة، كانوا قد تجّمعوا في مضافة الشيخ “هويدي شلاش الهويدي” للإدلاء ببيان اكدّوا فيه ( وقوفهم إلى جانب “قسد” ومساندتها للقضاء على خلايا الإرهاب التي تطال رموز العشائر والتي كان آخرها شيخ عشيرة “العكيدات”) بحسب زعم “قسد” وجاء في نّص البيان الذي قرئ من قَبل شيخ عشيرة الولدة حامد الفرج، وجاء فيه:
“إّن ما يمّر به العالم من أزمات متلاحقة ومتغّيرات دوليّة وصراع على النفوذ وخاّصة في منطقة الشرق الأوسط جعل من سوريا منطقة مستهدفة بالدرجة الأولى لما تتمّتع به من مزايا قد لا تكون موجودة في أي دولة أخرى، فأصبحت ميداناً وساحة لتصفية الّحسابات الدوليّة مّما أدّى إلى ضعفها وشّل قدرتها على تحصين نفسها ضّد تلك الصراعات الدوليّة، وقامت الثورات في مناطق مختلفة منها من أجل إعادة هيكليتها وبنائها ووضع أسس متينة من أجل سوريا قوية منيعة تتحّقق فيها كّل عوامل الحياة الكريمة لأبنائها على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، إلّا أّن تلك الطموحات لم تتحّقق بسبب التدخلات الإقليمّية التي تجاذبت تلك الجماعات التي أخذت على عاتقها الذود عن سورية وسرعان ما أصبحت رهينة لسياسات إقليمية ودولية، وانحصر دورها في تنفيذ تلك الأجندات الخارجية وانحرفت عن مسارها الحقيقي.
هذا الواقع المرير جعل من سوريا مرتعاً خصباً لنمّو الإرهاب الذي ساهمت كثير من الدول في تنميته وتأمين الوسائل المساعدة في نموه في المنطقة، حينها دخلت سوريا في نفقٍ مظلم وأصبحت تتعّرض لأعتى الضربات الموجعة من الداخل والخارج وازدادت تمّزقاً ودماراً وقتالاً وتشّرداً.
ومن رحم هذه المعاناة ولدت قّوات سوريا الديمقراطّية التي وضعت الاستراتيجية الهادفة لتحرير سوريا من الإرهاب بكّل أشكاله للوصول إلى الهدف المنشود وهو الأّمة الديمقراطّية الذي ابتدأ من شمال شرق
وسوريا.
هذه الاستراتيجّية التي لاقت استحساناً وَقبولاً من كّل مكّونات المجتمع السورّي في مناطق شمال وشرق سوريا، مّما أدّى بكّل الغيارى على الوطن الأّم ومن جميع مكّونات المنطقة بالانضمام إلى قّوات سوريا الديمقراطّية وأصبح للعشائر العربيّة النصيب الأكبر في هيكليّة تلك القّوات.
وتوالت انتصارات قّوات سوريا الديمقراطّية إلى أن حّررت كافة المناطق في شمال وشرق سوريا وبمساعدة قّوات التحالف الدولّي من براثن الإرهاب). “انتهى الاقتباس”.

وإذا وجد حامد الفرج نفسه مجبراً على الاصطفاف إلى جانب ” قسد” ضّد الأهالي في الرّقة ودير الزور ، فإّن أبناء مدينة الطبقة اليوم الإثنين خرجوا في مظاهرة منددة ضد انتهاكات قسد بحق المدنيين والعشائر في ريف دير الزور مطالبين سلطات الأمر الواقع بكف يد بطشها على أبناء دير الزور.

انتهاكات وسياسة تتعمد قسد الاستمرار بها، والتي لن تجلب للمنطقة سوى مزيدً من الاقتتال وتوسيع الشرخ بين الأهالي في مناطق سيطرتهم ، وزيادة حجم الهّوة بينهم لنشر الكراهية والحقد وحملهم على بعض.