الرقّة في ظلِّ “قسد” شنق، وخطف، وسطو مسلَّح.

صُدِم أهالي الرقّة صباح يوم الأحد بعد انتشار صورة الطفل “ياسر الفارس “ الذي عُثر عليه مشنوقاً ومصلوباً في أعلى بناء مدمّر قرب مشفى الطب الحديث، وتأتي هذه الجريمة المُروِّعة بعد مرور شهرين فقط على مقتل الطفل “خليل عبدالرزاق “ بطعنات في القلب والذي وُجِدَ مقتولاً في حمّام للسباحة، وفي منزل مُهدَّمٍ أيضاً، في شارع القطار في الرقّة.

هذا وقد فُقد الطفل “ياسر” مساء يوم السبت الماضي وانتشرت صوره على مواقع التواصل في بحثٍ لأهله عنه، ولكن مرّت ساعات لتنتشر صورته وكان قد تمّ شنقه.

وعلى إثر الجريمة خرج ما يُسمّى بمجلس الرقّة المدنيّ في بيانٍ وُصِفَ “بالوقح”، مرجّحاً فيه أنَّ الطفل أعدمَ نفسه بسبب ضغط الخلافات ضمن عائلته، وكيف للطفل ابن السنوات العشر أن يُفكِّر بالانتحار بسبب ضغطٍ نفسيّ، أو حتّى لو فرضنا أنّ الطفل تجمّعت لديه ضغوطات نفسية فيبقى بعيداً عن القدرة الجسديّة والعقليّة للانتحار بهذه الطريقة، ويأتي بيان مجلس الرقّة المدنيّ هذا في محاولةٍ لابعاد الأنظار عن الوضع الأمنيّ السيّء الذي تعيشه مدينة الرقة.

سطوّ مسلّح وخطف:
كما أقدم مسلّحون على اقتحام منزل المدني “طراد العليّ الحمّود” وقاموا بإطلاق النار عليه لتستقرّ رصاصة في العمود الفقريّ، ممّا أدّت إلى إصابته بالشلل، كما قاموا بسرقة مبلغ 200 ألف دولار ثمّ لاذوا بالفرار، وتأتي هذه العمليّة بعد عدّة ساعات من اختطاف أمّ وطفليها من قبل سائق تكسي منذ يوم الخميس، و لايزال مصيرهم مجهول حتّى اللّحظة.

وقبلها بأيّام اختطفت وحدات حماية المرأة أحد الأذرع العسكريّة المباشرة لحزب العمال الكردستانيّ المصنّف على قوائم الإرهاب العالميّة الطفلة “ابتهال الفدعاني” حيث اقتادتها إلى جهةٍ مجهولة في محاولة منها لتجنيدها ضمن صفوف الميلشيا التي تدّعي دفاعها عن حقوق المرأة.

وتأتي هذه الجرائم بالتزامن مع انتشار حواجز قسد في معظم شوارع الرقّة ولكن ليس لضبط الأمن في المدينة بل لاعتقال الشبّان، وسوقهم إلى معسكرات التجنيد الإجباريّ.

قسد شريكة الجريمة:
أثبتت “قسد” أنّه و بعد كلّ جريمة أنّها شريكة، أو بالأحرى تُعتَبِر هي المنفّذ الحقيقي لجرائم القتل والخطف في الرقّة وذلك عبر رفضها نشر، أو حتّى فتح تسجيلات الكاميرات التي قامت بتركيبها في المدينة قبل عام ونصف والذي قُدِّر عددها بأكثر من 600 كاميرا موزّعة على كلّ شارعٍ، ومخرج في مدينة الرقّة في محاولةٍ منها وبشكلٍ واضح لإخفاء كلّ الادلة أو طمسها، حتّى لا يظهر للعلن هُويّة المنفّذ لجرائم الخطف والقتل والسطو اللّائي تُعتبر أفعال ومشاهد يوميّة في الرقٍة.