الرقّة وشظف عيشٍ خانق

حالُ محافظة الرقّة كحال باقي المحافظات السوريّة، تلقّت نبأ ارتفاع سعر ارتفاع صرف الدولار بإغلاق عدد كبير من المحلّات التجاريّة إثر انهيار اللّيرة السوريّة ووصول سعر الصرف نحو 2600 ل.س للدولار الواحد ، ويتزامن هذا الانهيار مع انهيار الوضع الاقتصاديّ للأهالي هناك الذين يتعرّضون لأزمةٍ خانقة في جميع نواحي الحياة وظروف المعيشة القاسية والتي بدأت مع تفشي وباء كورونا وفرض الحظر والذي أدّى انتشار الفقر بين الناس وذلك بعد توقّف أعمالهم التي هي مصدر قُوتِهم وعيشهم اليوميّ ، خاصّة وأنّ طبيعة العمل في الرقّة تعتمد مبدأ “المياومة” وهو العمل بالأجر اليوميّ ، فهناك الكثير من العمّال توقّفت أعمالهم مع فرض الحظر ، بالأخصّ وأنّ كثيرًا منهم في الأحوال العاديّة لا يجدون عملًا خلال اليوم ، وفي حال وجد عملاً كانت أُجرته لا تتكافئ وجهده من جهة ، وارتفاع الأسعار اليوميّ من جهةٍ أُخرى ، حيث يُقدَّر متوسط أجر العامل اليوميّ نحو 2000 ل.س أيّ “أقلّ من دولارٍ واحد” وهو مبلغ لا يشتري حتّى قميصًا لطفلٍ صغير بحسب قولهم ، ليستمرّ حالهم هذا لليوم مع تدهور اللّيرة السوريّة و انهيارها أمام الدولار وهو ما دفع كثيرٌ منهم وأطفالهم للتوجّه نحو مكبّات القمامة و النبش بها بحثًا عن المُخلّفات البلاستيكيّة والمعدنيّة التي يقومون ببيعها لتأمين قوتِ يومهم الذي لا يكفي لإسكاتِ صوت جوع أطفالهم .
والنبش في القمامة عملٌ يُعرّض حياة من يعملون به إلى الكثير من المخاطر والأمراض والتي تُعتبر أكثر فتكًا من وباء كورونا.

  • أزمة خبز :
    هذا ونتيجةً للوضع الاقتصاديّ المستجدّ ظهرَت أزمةٌ خانقة للخبز حيث يضطرّ الأهالي للوقوف أمام الأفران منذ ساعات الفجر الأولى للحصول على مادّة الخبز والتي أخذت تقلُّ بسبب قِلّة الطحين وتوقّف المطاحن ، بالإضافة إلى تخفيض عدد الأفران التي تعمل ، كمّا تمّ تحديد كميّة الشراء والذي قُدِّرَ بمبلغ 300 ل.س لكلّ عائلة ، ولا يخلو الأمر من التفاضل بين المكوّن العربيّ و الكرديّ في الرقّة.
    هذا وبحسب عيَان : أنّ المطاحن توقّفت بسبب تهريب ميليشيا “قسد” لكمّيّات كبيرة من الحبوب إلى مناطق سيطرة النظام ، كما وأنّ الإدارة الذاتيّة أجّلَت تحديد سعر شراء محصول القمح من المزارعين بسبب تدهور سعر صرف اللّيرة السوريّة، ممّا اضطرّ المزارعين إلى بيع محصولهم للسماسرة والتجار .
    ولم تكن أسعار الخضار والموادّ الغذائيّة من لحوم وألبان بأفضل حالٍ من الخبز ، والتي ترتفع و ارتفاع الدولار .
    واقعٌ معيشيّ تخطّ القِوى المتصارعة يوميّاته على الأرض السوريّة عامّة وتتنوّع حقائق الألم من محافظةٍ لأُخرى مبشّرة بثورةٍ جديدة بدأت تلوح من محافظة السويداء ولكن هذه المرّة ثورة تندد بالجوع وسوء الحال.