بقايا داعش فُتَاتٌ متناثر


على الرَّغم من إعلان الولايات المتّحدة الأميركيّة وتأكيدها القضاء على تنظيم داعش إلّا أنّ خطر بقايا التنظيم لا زال تأثيره قائماً، وهذا الأمر كان نقاش أهم الصحف البريطانيّة ففي تقرير لصحيفة الفايننشال تايمز حمل عنوان “تهديد مسلّحيّ تنظيم الدولة الإسلاميّة ما زال قائماً في سوريا والعراق”.
وقد جاء في التقرير : ” إنّ تنظيم داعش كان يسيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق منذ عام 2015 ، وفقدَ جلّ سطوته على إثارة الرعب”.


ولكنّ الجيش الأميركي حذّر في تقرير له نُشِر مؤخّراً ” أنّ التنظيم لا يزال يشكّل تهديداً قويّاً” وهذا ما أكّدته الصحيفة البريطانيّة نقلاً عن الجيش الأميركي قوله: ” إنّ التنظيم يستجمع قدراته المسلّحة في العراق ويعود للظهور في سوريا”.
وفي تقريرٍ عن وزارة الدفاع الأميركيّة “البنتاغون” أنّه في فترة شهر نيسان إلى حزيران نفّذ التنظيم عمليّات اغتيال وحرق متعمّد للمحاصيل الزراعيّة.
وفي أبريل نيسان الماضي ظهر زعيم التنظيم أبو بكر البغداديّ في أوّل مقطع مصوّر له منذ خمسة أعوام يدعو أتباعه لمواصلة القتال.
ويضيف التقرير أنّ ما بين 18-14 ألفاً من مقاتلي التنظيم ما زالوا في سوريا والعراق.
لتؤكّد الصحيفة أنّ التقرير الذي أعدّه البنتاغون يأتي وسط قلق وتحوّلات جيوسياسيّة في الشرق الأوسط وتقويضاً للانتصارات التي تحقّقت على التنظيم.
غير أنّ تقرير البنتاغون يرى رأياً مغايراً، إذ انتهى إلى أنّ خفض عدد القوّات الأميركيّة حدّ من قدرة التحالف على استعادة مخيّم الهول الضخم للاجئين ممّا سمح بنشر إيديولوجيّته وسط 70 ألف لاجئ وهم عدد المقيمين في المخيّم.

ولعلّ هذا الرأي تلوّح به الولايات المتّحدة لإيصال رسالة مفادها أنّ بقاء قوّاتها هو ردع لداعش من إعادة فرض سيطرته.
وبالعودة لتقرير الصحيفة البريطانيّة الذي جاء موافقاَ وبشكل تقريبيّ لحركة تنظيم داعش على الأرض بشكلٍ فعليّ، وأنّ التنظيم لا يزال يتحرّك بأريحيّة داخل المدن والبلدات التي خرجت عن سيطرته ، وبناءً عليه فما تبقى من عناصره تعتبر خلايا يقظة ونشطة فضلاً على تسميتها خلايا نائمة ، فمنذ سيطرة ميليشيا ” قسد” على الرقّة لا يكاد يمرّ يوم عليها إلّا وتحصل عمليّات تفجير أو اغتيالات أو خطف، وفي كلّ مرّة يقوم التنظيم بتبنّي تلك العمليّات، ناهيك عن توجّس الأهالي خيفةً من أيّ عمليّات انتقام يقوم بها التنظيم ضدّهم سواء خطف أو قتل أو حتّى تهديد، خاصّة وأنّهم يكونون دائماً ضحيّة لعمليّات داعش ضدّ قسد.


وبذلك تبقى عمليّات تطهير الأرض من بقايا تنظيم داعش رهينة سياسة سلطة الأمر الواقع ومن يدعمها، كونها سياسة متراخية تعطي فرصة للتنظيم للملمة فُتَاته لتشكيل قوّة حتّى وإن كانت موازية للقوّة التي تعتمدها حرب العصابات.

الرقة تذبح بصمت