اغتيال “الهويدي” نقطة تحول في موقف العشائر العربية ضد “قسد” في الرقة

شكلت عملية اغتيال الشيخ ” بشير فيصل الهويدي” في مدينة الرقة قبل يومين، نقطة تحول فارقة في موقع العشائر العربية في المنطقة الشرقية، حيث بات واضحاً الموقف العشائر الرافض لقوات سوريا الديمقراطية واتهامها المباشر بعملية الاغتيال.

وتعول “قسد” منذ سيطرتها على محافظة الرقة على كسب وجهاء العشائر وزعاماتها لتمكين قبضتها في السيطرة على المنطقة وتجنيد شباب العشائر العربية في صفوفها وزجهم في معاركها ضد تنظيم الدولة في دير الزور، برزت مؤخراً ثورة شعبية مناهضة لاستمرار ممارساتها في مدينة الرقة ووجهت بالقمع والاعتقال.

ويبدو أن “قسد” بدأت تعمل على تصفية الشخصيات العشائرية المناهضة لها والتي لمست فيها رفضاَ صارحاً لممارساتها ومواقفاً يمكن أن تؤثر على سيطرتها، فكان اغتيال “الهويدي” وسط مدينة الرقة بسلاح كاتم واستكمال الجريمة بتبني تنظيم الدولة لتتم فصول المسرحية التي لم تكن في صالح “قسد” ولم تخدع العشائر العربية.

وبعد طرد قيادات “قسد” ومناصريها من تشييع الشيخ “الهويدي” أمس السبت في مدينة الرقة، بدأت مواقف العشائر العربية تظهر تباعاً، حيث طالب مشايخ في عشيرة “البو شعبان” بالرقة، بقطع كافة العلاقات مع “قسد”، لحين الكشف عن الفاعلين الحقيقين الذين قاموا باغتيال الشيخ.

وأدانت عشيرة “السبخة” اغتيال الشيخ، داعية إلى التوحد من أجل استعادة قرار الرقة لأبنائها، ورافضة أن يكون أي من أبناء عشيرتها ضمن صفوف «قسد» كما دعت لمقاطعة أي تعامل معهم، وعلى كل المستويات الاجتماعية والسياسية، وانضمت لها عشيرة “الولدة” التي اتهمت “قسد” بارتكاب الجريمة وطالبت بالمقاطعة على كافة المستويات.

من جهته، أدان المجلس العربي في الجزيرة والفرات بأشد العبارات هذه الجريمة البشعة، لافتاً إلى أنها رسالةٌ بدمٍ حرٍّ للجميع، وتكريسٌ جديدٌ لعملٍ مقيتٍ اسمه “الاغتيال السياسي”.

وطالب المجلس “قوات سوريا الديمقراطية” بتحمُّلِ مسؤولياتها حيال الجريمة بوصفها القوة العسكرية المسيطرة، مع ما يتطلّبُه ذلك من تحقيق شفّافٍ لكشف ملابسات الجريمة، ومحاسبة المرتكبين أياً كانوا، ومهما علا شأنهم.

ودعا نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي جميع أبناء القبائل والعشائر العربية الي الوقوف في صف واحد وإعلان الموقف الرافض لممارسات “قسد” المستمرة بحق أهلهم وماتقوم به من تسلط وعملات اعتقال وقمع وملاحقة لكل من يرفض الانصياع وتنفيذ أوامرها، للتحرر والخلاص.

 

المصدر : شبكة شام