مدارس الرقّة هل من سبيلٍ لعلمٍ أو تعليم؟

الرقة تذبح بصمت

في شهر العودة إلى المدارس، عودةٌ خجولة لطلّاب محافظة الرقّة السوريّة بعد انقطاعٍ دام نحو أربعة أعوام، فمنذ سيطرة تنظيم داعش لم يتلقَّ تلامذة الرقّة التعليم على أكمل وجهٍ، خاصّةً وأنَّ التنظيم استغلّ المدارس التي سيطر عليها بفكره ومنهجه المتشدِّد في تجنيد الأطفال وضمِّهم لصفوفه، وهو النهج الذي تسير ميليشيا “قسد” عليه اليوم، فبعد عامٍ من سيطرتها على الرقّة لم تُحرِّك ساكناً في سير عمليّة التعليم، جمودٌ سبقه عدم تحريك ماهو أبسط لتأمين الاستقرار في المحافظة، فلا خدمات صحيّة، ولا مياه صالحة للشرب، ولاكهرباء، ممّا دفع الأهالي لمطالبة المنظّمات العاملة في المدينة بترميم ما يمكن ترميمه من المدارس المدمَّرة بفعل طيران التحالف جوّاً، وساعِدِه على الأرض قوّات سوريا الديمقراطيّة، وما مدلول ذلك إلّا على عجز إدارة سلطة الأمر الواقع، رغم الدعم الدوليّ الذي تلقّته من كثيرٍ من دول داعمة للعمل على تأهيل المدينة، وعودة الحياة المدنيّة إليها، هذا وقد عمدت السُّلطات المعنيّة على إدراج اللُّغة الكرديّة في مناهج التعليم خاصّةً في مناطق الحكم الذاتيّ “تل أبيض وعين عيسى” في سعيٍ منها لطمس الهويّة العربيّة لأبناء الجيل القادم من العرب، فيما لايزال الكثير من هم في عِداد الطلبة ممّن أصبحوا على قائمة محوّ الأميّة، وذلك بسبب ما فاتهم من سنين دراسيّة في الأعوام القليلة الماضيّة، هذا وتعاني الرقّة من نقصٍ في الكادر التعليميّ حيث انقسم المعلِّمون ما بين لاجئ في دول اللّجوء، أو من وضع نفسه تحت التصرُّف في مناطق سيطرة النظام.

ولكن يبقى الرهان على أهالي الرقّة الرّافضين موقف المُتفرِّج في السير خطوةً في سبيل العلم والتعليم، وتحييد أبنائهم عن درب الجهل الذي يُحَتَّم لهم، خاصّةً وأنَّ كثير من الأطفال من هم في عُمْر المدرسة، ويجب أن يكونوا على مقاعد الدراسة اتّبع طريق التعفيش، وتحصيل المال بجهودهم الفرديّة، نتج عنه عزوف كثير منهم عن جادّة التعليم.

ويُذكر أنّ المدارس في الرقّة تعرّضت لعدد من الهجمات من قِبل طيران النظام السوريّ، وليس بعيدٍ عن الذاكرة مجزرة مدرسة “ابن الطفيل” التي راح ضحيّتها أكثر من 20 طالب وطالبة، هذا عدا المجازر التي ارتُكبت بحقّ اللّاجئيين الذين اتّخذوا من المدارس مأوىً لهم، إذ كانت المجزرة الأليمة من قِبل طيران التحالف بحقّ نازحين من مدنٍ سوريّة شتّى في مدرسة المنصورة.