الرقة تذبح بصمت
تهريب وترويج المخدِّرات ظاهرةٌ تنتشر اليوم في الرقّة السوريّة، وهي كأيّ ظاهرة سلبيّة تترافق مع دخول فئات المتعصّبين من العصابات القوميّة والدينيّة، ولكن اليوم تبرز كشمس النهار في ظلّ تواجد ميليشيا قوات سوريا الديمقراطيّة “قسد”، والتي تعتمد على الأطفال والمراهقين في عمليّة تهريبها وإيصالها من منطقة إلى أُخرى، ولأنّ” طبّاخ السّم لازم يذوقه”، فقد انتشرت ظاهرة التعاطي والتحشيش بين هذه الفئة العمريّة، ممّا أدّت إلى إدمان واسع النطاق في ظلّ غياب أي مراكز للعلاج، أو حملات توعية حول مخاطر تعاطي هذه الموادّ المخدِّرة، ولم تغيب بعض الإعلانات الخجولة التي دعا إليها أهالي الرقّة الذين يطالبون بإنشاء مراكز للعلاج من إدمان المخدّرات، والعمل على الحدّ من انتشار هذه الظاهرة قبل أن تستفحل بين أكبر عدد من سكّان المحافظة.
وفي هذا الشأن تتابع حملة “الرقّة تُذبح بصمت”، تطوّر هذه الظاهرة وتقوم بدورها بتسليط الضوء عليها، من خلال الحملات الإعلانيّة التوعويّة، والمقالات التحريريّة، إذ تنتقد سياسة غضّ البصر التي تتبّعها ميليشيا “قسد” في تعاملها مع ظاهرة انتشار المخدِّرات والممنوعات، على اعتبار أنّها صاحبة اليد الطولى في تفشي هذه المواد، والتي تُتعتبر أحد مصادر دخل سلطة الأمر الواقع، ويُذكر أنّ هناك أشخاص من داخل منظّمة “قسد” أدلَوا بأسماء أصحاب نفوذ تتعاطى المخدّرات، في مقابل ظهور أسماء من يقومون بتأمين الصِّنف لهم، ونذكر منهم موسى الكطوز وتركيّ العلّان، ويتواجدون في حيّ رميلة وشارع الساجية.
وحول أسعار كلّ صنف فإنّ سعر حبة الكبتاكول الواحدة يتراوح بين 700-600 ليرة سوريّة، بينما 50 غرام من الحشيش يصل سعره 25 ألف ليرة، ويتفاضل عليه الحشيش الأفغانيّ في السعر إذ يصل سعر الغرام الواحد منه 30 ألف ليرة، فيما تُعتبر الحشيشة البعلبكيّة الأعلى سعراً وذلك لأنّها تمتلك من مواصفات التأثير ما يفوق نظيرتها الأفغانيّة، هذا وتتمّ عمليّة البيع والشراء برضى الطرفين وعلناً.
ولم تكن ظاهرة الإتجار بالمخدِّرات جديدة بالنسبة للرقّة، فقد سبق إليها تنظيم “داعش” والذي استفاد منها في تموليه، إذ كانت حكراً على عناصره وخاصّةً القادميين من أوروبا، فهو لم يُقدِم على نشرها بين المدنيين كونه يتمتّع بوازع دينيّ في هيئته الخارجيّة.