الرقة تذبح بصمت
بدأ نظام الأسد والمليشيات التابعة له، منذ اعلان مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من التحالف الدولي، إخراج تنظيم داعش من محافظة الرقة، بالبحث عن حلفاء في المحافظة، وخصوصاً من البنية العشائرية للرقة، والتي عمل الجميع على استغلالها والبناء عليها لترسيخ سلطته في الرقة.
إلا أنّ ملامح هؤلاء الحلفاء وقياس الفائدة منهم بالنسبة لنظام الأسد، لم تُكشف بعد، وفي التفاصيل، فقد عمد النظام عن طريق عدد من رجالاته “براء وحسام القاطرجي، -عرابي شراء النفط سابقاً بين النظام وتنظيم داعش-، إلى التقرب من مشايخ العشائر في الرقة، والذين تمت دعوتهم إلى زيارة دمشق، وتقديم الضمانات لهم بعدم المحاسبة عن الفترة السابقة والتحضير للعمل معهم مستقبلاً.
إلا أنّ العلاقة بين أعيان العشائر والنظام قد أخذت شكلها القديم الجديد، والمعتمد على تجنيد أفراد من الرقة لصالح مليشيات سرية، تعمل في المحافظة، ويتوجب على المنتسب أنّ يكون مطلوباً للخدمة الاحتياطية لدى النظام، ويتعهد النظام بموجب ذلك على مسح الملف الأمني للمطلوبين حال انضمامهم لتلك المليشيات، ومنحهم راتب شهري وهو ٧٥ ألف ليرة سوريا.
وقد كانت بداية هذا التجنيد غير واضحة المعالم من حيث التبعية لجهة معينة، إلا أنّ مصادر خاصة أعربت للرقة تذبح بصمت، عن تبعية تلك العناصر للمخابرات العسكرية بشكل مباشر، وأنّ أولى المهام المنوطة بهم كانت توزيع منشورات مروجة لعودة النظام للرقة، ونشر أعلام النظام السوري في الأحياء، كما تم فرز عدد من أولئك العناصر “حوالي ١٠٠ عنصر” للقتال في صفوف وحدات حماية الشعب، في منطقة عفرين في المعارك الأخيرة مع قوات درع الفرات المدعومة من تركيا، وكان من بين العناصر ١٣ شاب من قرى الحمرات، شرقي الرقة، ٣ منهم من أبناء أحمد اليوسف، والذين كانوا يقاتلون سابقاً في صفوف تنظيم داعش، وقد أفرج النظام عن والدتهم التي كانت معتقلة لديه مؤخراً.
هذا ويشرف على عمليات التجنيد تلك، عدد من الشخصيات العشائرية المقيمة في دمشق، مستخدمين نفوذهم العشائري، حيث يتلقون تمويلهم من القاطرجي عن طريق تصريف البضائع في الرقة وتأمين المبالغ الخاصة بعمليات التجنيد، وتجنيد الشباب وخصوصاً الملاحقين بسبب انتمائهم لتنظيم داعش.
هذا ومن المرجح أنّ يكون النظام الإيراني هو الممول لتلك العمليات، والذي عمل خلال السنوات الماضية على عمليات مشابهة وصرف الملايين عليها، بغية رسم خطوط سيطرة جديدة في المنطقة، ومد أذرعه فيها.
فهل ستكون الرقة مستقبلاً ساحة صراع إيراني امريكي تكون تلك الخلايا أدوات إيران لضرب التواجد الأمريكي في سوريا؟.