محطات الري الخارجة عن الخدمة، تنذر بكارثة كبيرة

الرقة تذبح بصمت



عانت مضخات الري في الرقة نتيجة المعارك التي دارت بين تنظيم داعش ومليشيا قسد، من دمار كبير، ما أدى لتوقف العديد منها عن ضخ المياه والتي بدورها مسؤولة عن ري المحاصيل الزراعية في ريف الرقة، والمعتمد أساساً على الزراعة في الحياة اليومية، حيث تشكل الزراعة مصدر الدخل الأول في محافظة الرقة.

ويعد مشروع “بئر الهشم” أحد أكبر تلك المشاريع في المحافظة، والذي تبلغ مساحة الأراضي الزراعية فيه حوالي ١٠٠ ألف دونم، وقد تم تنفيذه منذ عام ١٩٨٥ من قبل المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي في الرقة، حيث تعمل مضخات الري في المشروع والبالغ عددها ٣ مضخات، على رفع مستوى المياه ليتم ايصالها إلى مناطق أخرى وتأمين سقاية الأراضي الزراعية، وتعاني مضخات الري في منطقة بئر الهشم من الخروج الكامل عن الخدمة، إضافة لتضرر شبكات وقنوات الري، والتي لم تتم صيانتها منذ مدة طويلة، الأمر الذي أجبر بالمزارعين إلى إيقاف الاستثمار في زراعة المساحات الزراعية في المنطقة، والتي تشكل السلة الغذائية لعشرات الآلاف من العوائل في سوريا.

كما عمد تنظيم داعش الإرهابي، إلى تلغيم تلك المحطات قبل انسحابه منها، ما أدى إلى انفجارها، مسببة بذلك أعطال كبيرة في تلك المحطات، كما كان لتأخر إزالة الألغام المزروعة والبدء بعمليات الصيانة والإصلاح دوراً في تردي وضعها العام، وفي حال استمرار تجاهل تلك المشكلة، فإن المنطقة ستعاني من هجرة الفلاحين لقراهم، وتردي وضع التربة الزراعية على المدى الطويل، وخلق مشاكل يصعب حلها لاحقاً.

هذا وقد وجه أهالي المنطقة، النداءات إلى المنظمات الدولية والأطراف الفاعلة والجهات المحلية، للتدخل وحل المشكلة، التي تؤثر على محافظة الرقة بشكل خاص وسوريا بشكل عام، وتتشعب لتشمل مختلف جوانب الحياة في المنطقة.