تطورات معركة السيطرة على الرقة

الرقة تذبح بصمت
تستمر معركة السيطرة على مدينة الرقة من قبضة تنظيم داعش، للشهر الرابع على التوالي، حيث شهدت المنطقة خلال الشهر الأخير تصعيداً متباطئ جداً مقارنة ببداياتها، وذلك تبعاً لتطور المواقف السياسية الدولية، فيما ارتفعت وتيرة المعارك بين تنظيم داعش ومليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في دير الزور، والتي شهدت الأخيرة تقدماً لمليشيات نظام الأسد المدعومة روسياً فيها، وقد كان تقدم مليشيا قسد في دير الزور بغية قطع الطريق أمام النظام السوري في سعيه للسيطرة على منطقة حقول النفط فيها.ميدانياً، انحسر تواجد التنظيم داخل الرقة ليقتصر على منطقة المشفى الوطني بامتداد ثانوية الرشيد وثانوية الفنون النسوية والملعب البلدي والمنطقة المحيطه به، فيما تحاول قسد حالياً تقطيع تلك المنطقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش إلى جيوب صغيرة لتسهيل السيطرة عليها، هذا وشهدت مدينة الرقة انخفاض واضح في عدد الغارات الجوية خلال الأسبوع الأخير، وذلك لانشغال طيران التحالف بالتمهيد الجوي في معركة دير الزور مع التنظيم، إضافة لضيق منطقة سيطرة التنظيم في الرقة واقتراب خطوط التماس بين القوى المتقاتلة على الأرض.

انسانياً، عمد التنظيم إلى تجميع عدد كبير من المدنيين في كلٍّ من الملعب البلدي ومبنى المشفى الوطني، مستخدماً إياهم كدروع بشرية، فيما استهدف طيران التحالف الدولي عدداً من الأبنية السكنية في حي التوسعية خلال الأسبوع الماضي مسبباً مجزرة راح ضحيتها قرابة ٤٥ مدنياً من المحاصرين، واستهدف التحالف الدولي منطقة التوسعية اليوم بأكثر من 45 غارة بالإضافة الى اكثر من 450 قذيفة مدفعية.

وفي السياق ارتكبت طائرات التحالف مجزرة جديدة راح ضحيتها 21 مدني كانو متجمعين حول بئر للماء في شارع القطار، ويذكر ان آخر آبار المياه الموجودة في مدينة الرقة قد خرجت عن الخدمة.

فيما يعيش المدنيون المتبقين داخل الأحياء المحاصرة أوضاع كارثية للغاية من نقص كبير في المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب وانعدام الرعاية الطبية، حيث يقتصر عمل النقاط الطبية ضمن تلك الأحياء لعناصر التنظيم فقط.