نحو 8 آلاف طفل وامرأة ومسن تحتجزهم “وحدات حماية الشعب” في مخيم عين عيسى، والأمر خارج صلاحيات “المجلس المدني للرقة”

تمنع “الإدارة الذاتية” قرابة 8 آلاف مدني من مغادرة “مخيم عين عيسى” شمال مدينة الرقة بذريعة “الضرورات الأمنية” وعدم اكتمال التحقق من هوياتهم وانتمائتهم، وسط حالة معيشية متردية يعاني منها هؤلاء في المخيم الذي يفقتر لأدنى مقومات الحياة.

ونقل مراسل “NSO” عن “أبو خالد” وهو من أهالي الرقة ويعمل كمتطوع في المخيم قوله إن قوات من “وحدات حماية الشعب YPG” التي تفرض حراسة مشددة على المخيم تمنع المدنيين من المغادرة بذريعة عدم اكتمال التحقق من هويات النازحين الذين تحتجز بطاقاتهم الشخصية وجوازات سفرهم فور دخولهم المخيم، بالإضافة لتوصيات من “الإدارة الذاتية”  تمنع إخراج المدنيين حتى إشعار أخر.

و أوضح “أبو خالد” أن المدنيين البالغ عددهم نحو 8 الآف يقيمون في مخيم أشبه بالمعتقل، حيث يحظر عليهم الخروج منه تحت أي ظرف كان باستثناء من لديه “كفالة خاصة” من أحد المقربين للـ”الإدارة الذاتية”.

ويتابع “أبو خالد” أن الغالبية الساحقة من المدنيين المقيمين في المخيم هم من النساء والأطفال وكبار السن، في حين تتذرع “الإدارة الذاتية” بخشية وجود عناصر من تنظيم “داعش” بينهم.

وأشار أبو خالد إلى مساعي “مجلس الرقة المدني” الذي أسسته “الإدارة الذاتية” في محاولة أخراج المدنيين، إلا أن طلباتهم رفضت بشكل قطعي وطلب منهم عدم التدخل في الشؤون الأمنية.

وذكر “أبو خالد” أن وجهاء المنطقة والمتطوعين طلبوا مرارا وتكرارا من “المجلس” الضغط على “الإدارة الذاتية” من أجل السماح للمدنيين بالمغادرة، حيث كانت ردودهم بأن هذه الأمور خارج نطاق صلاحياتهم وأنها تعود للمخابرات العسكرية في “وحدات حماية الشعب”.

وكانت قسد قد اشرفت على تشكيل المجلس المدني للرقة في 18/4/2017 وسط رفض مطلق من جميع الفعاليات المدنية في مدينة الرقة

ويعاني عشرات الآلاف من أهالي الرقة وريفها أوضاعاً إنسانية صعبة للغاية في عدة مخيمات أخرى تمتد من مدينة الرقة وحتى تل أبيض، تفتقر لأدنى مقومات الحياة في ظل غياب شبه كامل للمنظمات الإغاثية المحلية والدولية.

وكانت منظمة “هيومان رايتس ووتش” أصدرت أمس تقريراً أشارت فيه إلى أن “الإدارة الذاتية” منعت النازحين داخلياً بمحافظة الرقة من مغادرة مخيم عين عيسى، عن طريق مصادرة بطاقات هويتهم ووثائق سفرهم.

وأضاف التقرير أن القيود على حرية التنقل، كما يظهر من الوضع في مبروكة وعين العروس، مستمرة في كونها مبعث قلق، وذكرت التقارير استخدام نحو 3500 أسرة لسياراتها كمأوى لها على مشارف مخيم عين عيسى في انتظار أن تعيد السلطات إليها وثائقها الشخصية، كما تتم مصادرة أجهزة الاتصال لدى دخول مخيم مبروكة بريف الحسكة.

المصدر : nso-sy