الطبقة تحت الحصار

الرقة تذبح بصمت


احكمت مليشيات قسد الحصار على مدينة الطبقة خلال الأسبوع الفائت بعد سيطرتهم على اجزاء واسعة من بلدة الصفصافة شرق المدينة وأصبحت المدينة تحت مرمى نيران طيران التحالف الدولي والميليشيات المرافقة لها والتي تسعى للسيطرة على المدينة الواقعة على بعد 50كم غرب مدينة الرقة.


ولا يزال قرابة 30 الف مدني محاصرين داخل مدينة الطبقة ويعيشون في ظل ظروف إنسانية ومعيشية وامنية سيئة للغاية، حيث لا تتوفر المياه ولا الكهرباء في المدينة منذ اكثر من 20 يوماً بالإضافة الى فقدان الخضار من الأسواق منذ سيطرة مليشيات قسد على اجزاء من مطار الطبقة وقطع طريق الطبقة الرقة بتاريخ 28/3/2017.

من جهة أخرى تعاني مدينة الطبقة مشكلة كبيرة أخرى في الجانب الطبي حيث لم يتبقى في المدينة سوى بعض النقاط الطبية الاهلية ولا يتواجد فيها سوى ثلاثة أطباء منهم طبيب واحد باختصاص جراحة عامة ولا يملكون المقومات اللازمة لعلاج الإصابات الكثيرة التي باتت تعني موت المصاب ونتيجة لذلك اطلق الكادر الطبي هنالك نداء استغاثة بخصوص النقص الحاد والكارثي بالكادر والمعدات.


وفي السياق لاتزال بعض العائلات تحاول الفرار بين الحين والآخر من تلك المنطقة وريفها القريب لكن في حالات كثير تكون عرضة للاستهداف من داعش ومليشيات قسد وطيران التحالف، واخرها قنص مليشيات قسد للمسن احمد الرواي 70 عاماً واصابة عدد من افراد اسرته وغرق 40 مدنياًً في بحيرة نهر الفرات كانوا يحاولون الوصول الى ضفة نهر الفرات المقابلة لبلدة الجرنية المسيطر عليها من قبل ميليشيات قسد لكن كان الغرق مصيرهم وجلهم من الأطفال والنساء، وأربعة مدنيين تقول قسد انهم أصيبوا بنيران هاون داعش الذي اطلقته على قرية الصفصاف التي يسيطرون عليه حالياً.


على الجانب الاخر تزيد القوات المحاصرة للطبقة من نيران المدفعية والصواريخ والرشاشات الثقيلة باتجاه المدينة والقرى الأخرى في سعيها للسيطرة عليها والاعتماد بصورة رئيسية على نيران الطيران الحربي والمروحي ليصبح دور القوات على الأرض تمشيط فقط الامر الذي يتضح من حجم الخسائر التي لا تذكر بصفوف تلك الميليشيات وغياب الاشتباك المباشر بينها وبين داعش، ويلاحظ بصورة رئيسية الافراط الكبيرة بالقوة النارية التي تسببت بمجازر متلاحقة في تلك المناطق والمناطق الأخرى التي يشترك بها طيران التحالف مع مليشيات قسد والـYPG.

وبين موت يحيط بالمدنيين هنالك وموت يتربص بهم إذا فكروا في الخروج وموت آخر يقبع في القرى التي تقع خارج سيطرة قسد في ريف الطبقة حيث يغلق التحالف الذي ادعى انه جاء لتحرير المدنيين من سيطرة داعش وسكاكينها اذانه ويشيح النظر عن مجازر تضرجت يديه بدماء الأبرياء هناك.