الرقة: سوف لن تشتري هذا العيد شجرة

#الرقةتذبحبصمت

لا صلوات عيد ولا أجراس تقرع ولا شرفات مضاءة، هاهو حال عيد ميلاد السيد المسيح في الرقة، ثلاثة أعياد تمر بعد سيطرة تنظيم داعش على المدينة، حيث يحتفل مسيحيوها بالأعياد بغصة وضياع بهجة، إذ ألزم التنظيم المسيحيين بالإحتفال ضمن منازلهم وعدم إظهار مما يسميه “بدعاً”.
وفي جولة لحملة الرقة تذبح بصمت على عدد من منازل المسحيين في العيد أخبرنا عبد الله والذي اختار لنفسه هذا الاسم ،فيقول: “أي عيد يمر علينا وقد منع تنظيم داعش بهجة العيد على المسلمين قبل المسيحيين أي عيد هذا وقد قتل وشرد وهجر أكثر أبنائنا”، هذا وقد بدأ تنظيم داعش التضيق على مسيحي المدينة منذ بداية تأسيسه، إذ عمد إلى كسر الصليب المرفوع أمام كنيسة السيدة العذراء قبل ثلاث سنوات، وإغلاق الكنيستين في مدينة الرقة، محولاً كنيسة الشهداء إلى مركز دعوي، بعد أنّ غطاءها بالأسود، تقود ناديا لحملة “الرقة تذبح بصمت”: “لا انسى اليوم الذي أنزل تنظيم داعش الصليب، لأول مرة أشعر بغربة بين أهلي وجيراني في الرقة، تضامن معي جيراني المسلمون، كان هذا يكفيني كي أعلم أنّي بين أهلي، فما أصابني قد أصابهم، يبغون اشعال نار الفتنة بيننا وبين المسلمين، هم أهلي وأنا منهم”.
 
وقد أصدر التنظيم عدة قرارات بحق أبناء الطائفة المسيحية في مناطق سيطرته، حيث منعهم في الفترة الأخيرة من مغادرة الرقة تحت أي ظرف وإبقائهم تحت الإقامة الجبرية، مما اضطر قسم منهم لنهج طريق “التهريب”، كما وحرمهم من ممارسة شعائرهم الدينية وذلك بعد السيطرة على الكنائس في كل من الريف والمدينة وجعلها مقرات ودواوين للتنظيم، هذا وألزم التنظيم المسيحيين بدفع جزية سنوية والتي تقدر بنحو 60000 ل.س، تُفرض على الذكور منهم، وتواترت بعض الأنباء أن هناك أشخاص منهم أعتنقوا الإسلام وذلك تهربا من دفعها، دون معلومات مؤكدة حول ذلك.
 
كما فرض التنظيم عليهم ألا يحدثوا ديراً ولا صومعة ولا كنيسة في مدينتهم وما حولها، وأنّ لا يظهروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم ولا يسمعوا تلاواتهم للمسلمين ولا أصوات نواقيسهم.
ويذكر أن الرقة تضم أربع كنائس اثنتان في المدينة وهنا كنيسة سيدة البشارة وكنيسة الشهداء، إضافة إلى كنيسة في الطبقة وكنيسة في تل أبيض.
 
وكان يبلغ عدد العائلات المسيحية في الرقة حوالي 1500عائلة قبل سيطرة التنظيم نصفهم من الروم الأرثوذوكس والنصف الآخر من سائر الطوائف الأخرى، إلا أن عدد هذه العائلات لا يتجاوز اليوم 25 عائلة فقط، وذلك بعد تضييق الخناق عليهم من قبل تنظيم داعش من جهة وقلة ذات اليد من جهة أخرى.