آخر التطورات شمال الرقة

الرقة تذبح بصمت

سيطرت ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية ومليشيات قوات حماية الشعب الكردية YPG، خلال الـ ٤٨ ساعة الماضية، على قرى “الهيشة، خنيز شمالي، خنيز الغانم”، وسيطرت القوى المهاجمة على أطراف بلدة “تل السمن” الإستراتيجية والتي تبعد ٣٥ كم شمال مدينة الرقة، ويُتوقع أنّ يكون الهادف القادم هو التقدم نحو بلدة “حزيمة” الواقعة على بعد ٢٠ كم من مدينة الرقة.

وفي سياق متصل، استطاعت القوات المهاجمة التقدم جنوب بلدة “عين عيسى” مسيطرة على عدد من القرى والمزارع جنوبي البلدة، في نية لها لفتح محور جديد باتجاه قرى “المشاهدة، خربة هدلة، رويان، المزارع”، حيث يهدف فتح المحور الجديد لتخفيف الضغط عن باقي المحاور، محدثين من خلاله شرخ في صفوف تنظيم داعش المدافع.

ومن المتوقع البدء بمحور جديد نحو بلدة “الجرنية”، الواقعة على بحيرة سد الفرات، هذا وتمتاز المناطق المسيطر عليها مؤخراً، كونها مناطق سهلية مفتوحة جغرافياً، الأمر الذي يسهل السيطرة عليها والدفاع عنها بمساندة الطيران الحربي التابع لقوات التحالف الدولي، والذي لعب دوراً محورياً في تأمين تقدم القوات المهاجمة، من خلال عمليات التمشيط الجوي، الأمر الذي قلل من حدوث اشتباكات حقيقة مباشرة بيت القوات المهاجمة والتنظيم، كما تمتاز تلك المناطق بوفرة قنوات الري، الأمر الذي استغله الطيران الحربي، بقطع كامل الجسور الزراعية التي ترتبط تلك المناطق ببعضها، مما حد من قدرة التنظيم العسكرية في الإلتفاف أو التسلل إليها.

إلا أنّ التدخل الكبير لطيران التحالف الدولي، والذي لعب دوراً محورياً في حسم المعارك لصالح القوات الكردية المهاجمة، قد تسبب بدمار كبير في البنى التحتية والمنازل، وظهر ذلك عقب السيطرة على بلدة “الهيشة”، حيث تسبب القصف الجوي بتدمير أجزاء كبيرة من البلدة، مخلفاً قرابة الـ ٤٠ شهيداً مدنياً وعشرات الجرحى، إذ تسببت احدى الغارات بارتقاء نحو ٢٣ مدنياً.

فيما لا يزال التخوف واضحاً من سياسة مليشيات الـ YPG التعسفية، ضد المدنيين العرب، والتي تجلت باعتقالات عشوائية كما حدث في قرى “خنيز” و “لقطة”، وما رافق ذلك من عمليات منظمة من السلب والنهب للأملاك الخاصة بالمدنيين.

ويقدر عدد المدنيين الذين اضطرو للنزوح بنحو ٦٠٠٠ مدني، تم تجميع معظمهم في باحة مديرية الأقطان في مدينة عين عيسى، ومنعوا من الدخول إلى “تل أبيض”، دون تقديم ابسط الخدمات وأساسيات الحياة في غياب واضح لجميع المنظمات المدنية والإغاثية العاملة في المجال.