لا عيد في الرقة الحزينة

الرقة تذبح بصمت


تمر السنة الثالثة العيد السادس دون أن يتمكن أهالي الرقة من الاحتفال بعيدهم ، لا فرح في شوارعها وبيوتها التي لا تخل من شهيد أو معتقل أو جريح أو طريد ، قصف الطائرات التي لا تستهدف في غالبها الا إياهم ولا تفرق بين عيد وغيره لا طفل يستطيع اللعب في الحدائق ولا زيارة الأقارب خوفا من دورية من الدواعش لا ترعى فرحا ولا حزنا، لا نساء تخرج لتفرح بالعيد خوفا من حسبة النساء واجرامها الذي يتعلم منه الأبالسة والشياطين ،أبنائها في شتات الأرض مشردون بلا حول ولا قوة يبكون أهلهم واحبائهم يبكون فراتهم وكل تفصيل من شوارعهم البسيطة ، فيما شذاذ الأفاق ومرضى هذا الكون يسكنون بيوتهم ، لا فرحة لأهل شهيد قتل بيد داعش او بيد النظام لا عيد لطفل شرد عن أبيه لأنه ابن حر رفض ظلم من ادعى أنه ظل الله على الأرض فأفسد الحرث والنسل وقتل الشباب والشيبان والأطفال واستجلب كل طائرات الكون لترعب أهلها الآمنين ولم يترك لهم حتى فرصة الهرب من الموت.
أي عيد لمن يترقب الموت في كل ثانية بصاروخ غادر لا يميز أم من جاهل قذر أطال لحيته فظن نفسه ابن الخطاب صلفا من نفسه وأعمل بالناس تكفيرا وتقتيلا وصلبا و سرقة ومصادرة اموال وأرزاق عباد الله الذين ينصرونه !! أي رب هذا الذي يجيز لعباده كل تلك الموبقات!! وأي دين لام تبكي ولدها الذي لا يستطيع معايدتها عبر الهاتف خائفا أن يعتقلوها بتهمة التواصل مع “مرتد”.

دوار النعيم الذي كان مرتعا لأطفال المدينة في العيد أضحى ساحة للصلب لا ترى على اسواره سوى رؤوس مفصولة عن أجسادها تشكو لله سوء ما فعلوا وحديقة الرشيد دمرها طيران روسي غاشم بحجة مكافحة داعش وكأنّ أبو بكر البغدادي وشياطينه انما يلعبون بالحديقة اما حديقة الأطفال فلكثر ما تعرضت لغارات لم يبق منها الا التراب.

في الرقة الذبيحة لا معنى للعيد عند أهلها بلا زيارة القبور والسلام على من غيبهم الموت، لم يترك لهم الطاعون الأسود حتى هذا الفرح لم يبقي لهم شاهدة قبر يتكؤون عليها وهم يبثون أشواقهم لموتاهم تحت ستار من دين لم يعرفوه لم يشبه اسلامهم، حطموا كل القبور وكأن أهل الرقة كانوا يعبدوها أهانوا الأموات والأحياء تحت اسم الله الرحمن الرحيم !!.

لا تمجيد وتهليل عند صلاة الصبح تخرج من جامع الفردوس الذي كان حاضنا لأول مظاهرة ضد نظام الأسد المجرم لأنه “بدعة” ربما سيخرج من سفاءهم من يقول أن الله تعالى نفسه بدعة سبحانه عما يصفون مسجد الحني ليس بأفضل حالا فلا آذان يخرج منه البتة فقد خرت مأذنته بعد غارة أسدية آثمة.

شارع تل أبيض الذي كان يغلق أمام السيارات قبيل العيد بليال من شدة زحام الناس، نصفه قد دمر ونصفه الآخر لا يعمل لأنّ الناس لا تستطيع شراء ثياب لأولادها فهي بالكاد تسد قوت يومها وتدفع الضرائب لخليفة المسلمين ومجاهديه كي ينعموا بلذة المنسف او يشربوا العصائر امام رؤوس شهدائنا في دوار النعيم، اي رب يفعلها الا رب الدواعش يعبدوه وحده لا شريك له المال ربهم ودينهم.

الشهيد وحده من قاتل معهم ولو أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم كان بيننا لبايعهم كما قال معتوه يتبع لهم قطع رؤوس الكثيرين من مساكين هذا البلد بتهم الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم .!!!.

يحثون الناس على تحمل مع نسائهم وأطفالهم القصف لأنه لا يستهدف أحدا بعينه بل يستهدف كل “المسلمين” لكن أميرهم وواليهم ينامون في اقبية وحصون مشيدة ويتنقلون باستمرار ولا يعلم الا قلة قليلة عن تحركاته وان حدث واغتيل منهم رأس فالمذنب دائما هو مدني من أبناء الثورة اليتيمة الذي يبعث بإحداثيات الصالحين لطائرات الصليب !.

يخطب في الناس عنصر تونسي من الحسبة عن ضرورة الاحتشام وسعادته بفرض شريعة الرب في الرقة حيث لا ظلم ولا عدوان لكنه يكلم اخته عبر السكايب المخمورة في منتجعات جزيرة جربة التونسية ويحدثها عن انه امير وان لديه قصرا قد سبله من أحد “مرتدي الثورة” وركب سيارته.

يحدثون الناس عن ستر الأعراض بل وتمعن دورياتهم في جعل المرأة عبارة عن كيس أسود يمشي علة الأرض لكنهم يقيمون مجموعات على التلغرام والواتس آب باسم سوق النخاسة يعرضون صور “السبايا” لبيعها بالسعر الأعلى، يحدثون الناس عن الفرائض ويمنعوهم الحج الى البيت العتيق بحجة كفر حكام السعودية بل ويتجرأ بريطاني اسلم منذ سنة ونصف أن يقسم بأن يهدم قبر النبي محمد إن دخل المدينة المنورة لأنه يعبد من دون الله !.

سيأتي اليوم الذي سيعيد للرقة عيدها وشواهد قبور أبنائها، يعيد احيائها إليها منتصرين مكبرين يدخلونها كما دخل رسولهم الي يعرفون مكة بعد أن أخرجه كفارها وفجارها سيدخلونها مطأطي الرؤوس لله الذي يعرفون الرحمن الرحيم مذلين للشياطين شياطين الأنس أبو بكر البغدادي ومن معه وكل معتد أثيم.