من حقهم ان يتعلموا

الرقة تذبح بصمت

العام الرابع على إغلاق مدارس محافظة الرقة٬ منذ سيطرة الجيش الحر على المدينة٬ والذي تبعه محاولات من بعض أبناء المدينة لإدارة العملية التعليمية بالإتفاق مع النظام السوري٬ والذي نكث بالإتفاق عقب التوصل إليه.

وكان خلال العام الأول من التحرير تجاوزات لبعض الفصائل العسكرية ومنها لواء المنتصر بالله والذي قام بسرقة محتويات كلية العلوم بالرقة٬ عقب ذلك استرجاعها من قبل هئية الطلبة الأحرار في المدينة – وهو تشكيل أنشأه عدد من طلاب الجامعات والمدرسين لتسيير العملية التعليمية في المدينة.

وبعيد سيطرة التنظيم عام 2014 فلم يكن قصف الطيران الحربيّ ليشكّل عائقاً في استمرار سير العمليّة التعليميّة في مناطق سيطرة تنظيم داعش٬ بقدر ما كانت قوانين الأخير الصّادرة بشكل يوميّ سبباً في توقف عجلة التعليم في الرقة، ليصدر قراره بإغلاق المدارس، وتعديل المواد الدراسية وإلغاء بعضها بحجة الكفر والردة، وفرض دورات “الإستتابة الشرعية” على جميع العاملين في المجال التعليمي، أبو عبد الله والد إحدى الطالبات في الرقة قال للـ “الرقة تذبح بصمت”: “إنّ تنظيم داعش عمل على إغلاق المدارس، وإلغاء بعض المواد، وقام بفرض منهاج تتماشى مع طغيانه وفرض أحكامه الجائرة من أجل إحكام سيطرته على عقول الأجيال القادمة وتأسيس جيل يحمل أفكار التنظيم، كما عمل على اعتقال بعض الفتيات من المدارس بحجّة عدم الالتزام بارتداء اللّباس الشرعيّ، واعتقال المعلمين لعدم التزامهم بتدريس المنهاج المفروض من قبلهم، كل تلك الأسباب والمخاوف من محاولات التنظيم تجنيد أبنائنا من خلال مناهجه منعنا من إرسالهن إلى المدارس ليكملن التعليم”.

وحوّل التنظيم العديد من المدارس الى مراكز دعويّة استخدمها لتجنيد الشباب والأطفال، وذلك من خلال قيام مسؤولين في “ديوان التعليم” بجولات على المدارس وتشجيع الطلبة على الالتحاق بصفوف التنظيم للقتال على جبهاته، خديجة طالبة في المرحلة الإعدادية قالت للـ “الرقة تذبح بصمت” :”يعمل التنظيم على إرسال مقاتلات إلى مدارس الفتيات وذلك إمّا لاقناعهنّ بالالتحاق في صفوف المقاتلات الداعشيّات، أو إقناعهنّ بالزواج من مقاتليه من خلال إتّباعهنّ عملية الإغراء بالذهب والمال، مستغلين ضعفهنّ وحاجة أُسرهنّ الماديّة”.

وبذلك فإنّ فرض منهاج داعش سيؤثر بشكل كبير وخطير على أدمغة التلاميذ إذ يهدف إلى تحويل جيل بأكمله إلى جيل إرهابي متطرّف يسير على خُطى التنظيم ويتابع مسيرته في حال تمّ انسحاب التنظيم.

ولا يختلف الحال في ريف الرقة الشمالي الخارج عن سيطرة داعش والذي تسيطر عليه ميليشيات “وحدات الحماية” فالمدارس بدأت في مدينة تل ابيض وبعض القرى في الريف في ظل حملات التهجير ومنع اهاالي سلوك وعين عيسى من العودة الى منازلهم والتجنيد الاجباري للاطفال والشباب، وقامت الميليشيات بوضع منهاج جديد يمجد ببطولاتها ويزور الحقائق، وقامت باستبدال عبارة ” الجمهورية العربية السورية” بعبارة “روج افا” في دليل واضح على اهداف هذه الميليشيات، وقامت ايضا بإزالة صورة رأس النظام السوري وقامت بوضع صورة احد قادتها.