الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

الرقة تذبح بصمت

المخابرات الأردنية تسرق سلاح الثوار – ثوار حلب يردون على خطاب حسن نصر الله في الميدان – السياسة الخارجية التركية تسعى لصفر مشاكل من جديد – القورية القتل من أجل القتل – مهنة المتاعب في سورية تحولت لمهنة الموت – سيناريو ريف حلب الجنوبي يُعاد في الساحل – تحليل سريع لهذه الأخبار وغيرها تجدونها في “قراءة في أحداث الأسبوع”.

 

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع 

المخابرات الأردنية تسرق سلاح الثوار

عناصر في المخابرات الأردنية وفق تحقيق قامت به قناة الجزيرة وصحيفة نيويورك تايمز سرقوا أسلحة كانت معدة لتسليمها للمعارضة السورية، وقاموا ببيعها في السوق السوداء ليقع قسم منها بيد إرهابيين.

ينطوي هذا الخبر على كثير من النقاط الخطيرة، أولها فساد برنامج التسليح للمعارضة السورية، وهذا الفساد كان أحد أسباب ظهور داعش من جهة، وأحد أسباب إطالة الصراع في سورية، كما يُوضح هذا الخبر المقاييس العرجاء للداعمين الذين يتحرجون وفق زعمهم من تقديم سلاح نوعي خشية وصوله لأيدي إرهابيين، فوصول السلاح ليد إرهابيين يرتبط بمن سيصل السلاح إليه، وطبعاً سيقع بيد إرهابيين لو سُلِّم لجهات وفصائل فاسدة (المخابرات الأردنية) فبإمكان الداعمين ضمان عدم وقوع السلاح في حال تسليمه لفصائل موثوقة، وهذه فصائل معروفة في الساحة السورية لكن الطامة في تجاهل الداعمين لها.

وبالمقابل نلحظ مرور الخبر مرور الكبار رغم آثاره الخطيرة على الثورة السورية والأردنيين معاً، فقد تسبب هذا الفساد في سقوط ضحايا أردنيين أبرياء نتيجة استخدام السلاح من قبل إرهابيين، ويظهر الخبر ضعف المراقبة على السلاح المُقدَّم، وهذا ما دفع لممارسة ضغوط على الإعلام ليمر الخبر مرور الكرام فلا يريدون إظهار فساد عناصر في المخابرات الأرنية، وعوار برنامج الدعم من بدايته لنهايته.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
ما السر وراء سقوط طائرات الأسد؟!

جيش الإسلام في 24 ساعة يعلن إسقاط طائرة مروحية بواسطة منظومة أوسا في الغوطة الشرقية، وإسقاط ميغ 29 في القلمون دون تحديد السلاح، وليسقط الجمعة سوخوي 22 مما جعله أسبوعاً مأساوياً لغربان الأسد.

يحمل الخبر في حيثياته جملة حقائق، وكثير من أسئلة التعجب، فالحقيقة الأبرز تتمثل بقدرة الثوار على إيلام النظام، وتكبيده خسائر في سلاحه النوعي الذي مكنه من البقاء حتى الآن، ويثبت قدرة الثوار على استخدام السلاح (منظومة أوسا) وإصلاحه، فقد كانت المنظومة مُعطلة، فالثورة تمتلك عقولاً علمية فنية.

ولكن السؤال لماذا لم يسقط الثوار سوى مروحية واحدة رغم امتلاكهم السلاح، هل يخشون تدمير المنظومة حال استخدامها بكثرة، أم يفتقدون للذخيرة، أم يتعلق الأمر بحسابات سياسية معينة، ولماذا لم يُكشف السلاح المستخدم بإسقاط ميغ29 هل وصل مضاد طيران لا يُراد الكشف عنه في المرحلة الحالية، أم الهدف توجيه رسالة للروس بأن طائراتهم سوف تتساقط كالذباب مالم تدفع الأسد القبول بحل سياسي لا مكان له فيه؟! وتأتي رسالة الجو عقب رسالة الأرض التي أثبتت عقم دعم جيش الأسد، ويبدو أن الرسالة وصلت تماماً بعد طائرة السوخوي.

ويبقى هناك احتمال أن أعطال الطائرات تزداد في فصل الصيف ومع الطلعات الجوية المكثفة تتضاعف الأعطال.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

ثوار حلب يردون على خطاب حسن نصر الله في الميدان

أكثر من مئة قتيل معظمهم من الميليشيات الطائفية جراء محاولات فاشلة لاقتحام أحياء بني زيد وسيف الدولة وجمعية الزهراء، ومحاولة السيطرة على منطقة الملاح الاستراتيجية.

ما أن تحدث حسن نصر الله في خطابه عن معركة حلب حتى اشتعلت في اليوم التالي الجبهات، وكانت النتائج كارثية على المعتدين الذين فشلوا التقدم متراً واحداً في كل المناطق التي هاجموها، بل وقعت خسائر كبيرة في صفوفهم لن يستطيعوا الاستمرار في دفع فاتورتها رغم تعهد حسن بإرسال المزيد لحتفهم، فشتان بين صمود من جاء للاعتداء ومن يدافع عن أرضه وعرضه وحريته.

ويتوقع انتكاسات جديدة للميليشيات الطائفية ولا سيما إذا تضاءل الدعم الجوي الروسي ولاسيما بعد سقوط مروحية وطائرتين حربيتين، فحسن تحدث عن صمود تاريخي لقواته في حلب رغم مؤازرتها من الجيش النظامي وخبراء الحرس الثوري الإيراني والإسناد الجوي الروسي والسوري، وتقديم الذخيرة بلا حساب أمام أفراد لا يملكون في مواجهته إلا سلاحاً فردياً ومتوسطاً، هكذا أصبح الصمود التاريخي!.

تقهقر النظام في حلب، وفشله بمحاولاته سيعيد الحسابات من جديد لكل الأطراف.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

السياسة الخارجية التركية تسعى لصفر مشاكل من جديد

عودة العلاقات التركية الإسرائيلية من جهة، وبداية عودة للعلاقات التركية الروسية من جهة أخرى شهد الأسبوع المنصرم أحداث مهمة جداً لتركيا تمثلت بعودة العلاقات مع إسرائيل وروسيا، واستهداف مطار أتاتورك باسطنبول مما أودى بحياة 44 وجرح أكثر من 200 أكثر من 70 منهم ما زالوا يتلقون العلاج بالمشافي.

ولن نتحدث عن الآثار السياسية والاقتصادية التي ستجنيها تركيا فهي غير خافية، إنما نتحدث عن الملف السوري الذي أصبح فيه الروس والإسرائيليون لاعبين رئيسين، فلا شك أن التقارب الأخير سينعكس إيجاباً على الملف السوري، وقد عبّر وزير الخارجية الروسي لافروف عن ذلك صراحة.

ويبقى السؤال هل الحل السياسي الذي يتحدث عنه لافروف بالتعاون مع تركيا يتضمن بقاء الأسد؟ نكاد نجزم أن الروس حسموا أمرهم أن مرحلة الأسد انتهت، وينبغي المضي في مرحلة جديدة من دونه، وربما بدأت مؤشرات ذلك في الميدان فقد خفّت وتيرة الدعم الجوي الروسي للنظام السوري مما انعكس سلباً على قوات الأسد وميليشياته الطائفية التي بدأت تتراجع على الأرض بشكل ملحوظ.

والتنسيق الروسي الإسرائيلي كان من جملته دعم الأسد للضغط على تركيا، ومع إثمار الضغط زالت الحاجة لدعم الأسد، وفي حال استمرار دعمهم الأسد فلا معنى للتقارب التركي الإسرائيلي الروسي، فبقاء الأسد يهدد أمن تركيا القومي ولا يمكن لتركيا المساومة على ذلك، وكلام قائد القوات الروسية: ” إن لم يحرز الجيش السوري وحلفاؤه تقدماً على الأرض سنوقف التغطية الجوية، ونفتح الطريق أمام الحل السياسي” ويأتي كلامه منسجماً مع كلام السفير الروسي أن مهمة الطيران الروسي منع حصار حلب فقط. وهذا خلاف ما يريده رئيس النظام من القضاء على ( الإرهابيين).

وتزامن الهجوم الإرهابي على مطار أتاتورك يوحي أن ثمة متضررين من عودة العلاقات الخارجية التركيا لسابق عهدها، ويؤكد أن ثمة رابط بين داعش والنظام السوري، وتوضح التفجيرات أن السوريين الضحية الأبرز لداعش العابرة للقارات والحدود، فثلاثة إرهابيين أحدهم روسي فعلوا هذا الدمار بتركيا، فماذا يفعل الآلاف منهم بالسوريين يومياً؟!

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

القورية القتل من أجل القتل

استشهد أكثر من 40
مواطناً، وجرح العشرات بقصف جوي استهدف مدينة القورية في ريف دير الزور الشرقي.

أكثر من عشر غارات جوية استهدفت أهدافاً مدنية بامتياز حيث استهدف الطيران السوري الروسي مسجداً وسوقاً وأبنية سكنية مما أدى لسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، ويبدو أن الهدف من القصف تصفية حسابات قديمة مع أهالي القورية، فالقورية كانت أوائل المدن السورية الثائرة بعد درعا، وكان لها بصمة واضحة في  الثورة السورية.

وما زاد من عدد الضحايا ممارسات داعش الإجرامية، فقد انتقم داعش من أهالي المدينة الذين رفضوا الانخراط في صفوفه فسرق معدات المشفى الميداني الذي كان يقدم خدمات ممتازة بدعوى معالجته للمرتدين (الثوار)، وأغلقوا مستوصفاً تابعاً لإحدى الهيئات الدولية الإنسانية بدعوى أنه يُموَّل من الكفار.

وأدى هذا الإهمال الطبي من داعش لزيادة أعداد الضحايا، ويذكر هنا أن المدينة لا تضم مقرات عسكرية لداعش، وما يوجد بها من نقاط يوجد فيها بضعة عناصر للتنظيم الإرهابي، فالهدف حقيقة لم يكن داعش إنما كان الأهالي، وينبغي الوقوف طويلاً هنا عند أهداف القتل المجاني (القتل للقتل)، فما الذي يريده النظام من قتل لا يحقق له أية فائدة عسكرية بل يزيد الحقد الشعبي عليه، ويعمق الشرخ الوطني.

يريد النظام من خلال هذه العمليات حقيقة القضاء على إمكانية العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد مستقبلاً، وتوفير البيئة الخصبة لتنظيم داعش الإرهابي لعلمه أن داعش بات المبرر الوحيد لبقائه، فالإرهابان توأمان متلازمان لا يمكن لأحدهما البقاء دون الآخر.


الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
جيش سورية الجديد يهاجم البوكمال

اقتحم جيش سورية الجديد أطراف البوكمال، ثم انسحب بعد أن أوقع داعش خسائر وُصِفت بالكبيرة في صفوفه في عملية وصفت بالعملية “الانتحارية”.

تتسارع الحرب ضد داعش، وتتنوع المسميات التي تحارب التنظيم، آخرها جيش سورية الجديد المدعوم أمريكياً، يذكر هنا أن جيش سورية الجديد تابع لجبهة الأصالة والتنمية، ويتوقع أن يكون هذا الجيش البديل المتوقع لجيش الأسد ولاسيما في شرق سورية، إذ يضم في صفوفه بعض من أبناء العشائر العربية ومدعوم من قوى إقليمية، ويلاحظ حرص الولايات المتحدة على شراء الولاءات وإعداد الجيوش وفق مصالحها لا مصالح الشعب السوري فتدعم طرفاً هنا وآخر هناك رغم اختلاف الإيديولوجيا والأهداف لدى هذه القوى مما أسهم حقيقة في أمد إرهاب داعش والأسد معاً.
وحسب ناشطين فإن مشكلة جيش سوريا الجديد هو في قياداته التي اسائت سابقاً للمدنيين وهمها الاول هو الحرب الاعلامية ضد داعش دون وجود اي تكتيك عسكري.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

السوريون في الأردن ولبنان يدفعون ثمن إرهاب داعش

اعتقلت السلطات اللبنانية وميليشيا حزب الله أكثر من 500 لاجئ سوري في لبنان في أعقاب التفجيرات الانتحارية لتنظيم داعش في بلدة القاع قرب الحدود السورية، رغم تصريح وزير الداخلية اللبناني أن منفذي التفجيرات جاؤوا من خارج لبنان فإن العقوبة طالت السوريين في الداخل اللبناني.

وبدلاً من أن تراجع الحكومة اللبنانية وميليشيا حزب الله حساباتها وممارساتها وإجراءتها الأمنية واعتداءاتها قامت بالانتقام من السوريين الحلقة الأضعف مما يوضح الوضع المأساوي الذي وصلت له الحكومة اللبنانية، ومقدار معاناة السوريين، ويبدو لافتاً أن ميليشيا حزب الله الإرهابية تعتقل السوريين بدعوى الإرهاب، إذ كان حريّاً بهذه الميليشيات محاربة الإرهابيين والامتناع عن ممارسة الإرهاب، فإرهاب حزب الله جرّ للبنانيين إرهاب داعش.

وبالسياق نفسه بدأت السلطات الأردنية بالتضييق على اللاجئين السوريين في مخيم الركبان وعلى الحدود نتيجة هجوم داعش الإرهابي وقتله عدداً من الأردنيين، فإلى متى يستمر السوريون دفع فاتورة إرهاب داعش مرتين، مرة من داعش ومرة عبر الدول التي تهاجمها داعش؟! ومن المفارقات أن هذه ردات الفعل السلبية لاتحصل بهذا المستوى إلا في الأردن ولبنان خلافاً لتركيا التي يزداد فيها التعاطف مع السوريين أحياناً مع كل هجمة إرهابية لداعش.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

سيناريو ريف حلب الجنوبي يُعاد في الساحل

أطلق الثوار معركة اليرموك في الساحل السوري وحرروا تلة الملك، وقرية نحشبا، وتلة رشا، وعين القنطرة، وقلعة شلف، وشلف، وكنسبا، وأرض الوطى، والحدادة، والمزغلي، والحمرات، وشير قبوع، والحاكورة، ويجري العمل على تحرير غيرها في جبال الأكراد والتركمان.

وقد اغتنم الثوار في هذه المعارك أربع دبابات مع ذخائرها، عربة مجنزرة، واغتنام صواريخ مضادة للدروع، رشاشات متوسطة وثقيلة، وذخائر متنوعة، وهناك أنباء غير مؤكدة عن وقوع أسرى روس.

تثبت معارك الساحل وقبلها الريف الجنوبي أن جيش الأسد ميّت سريرياً، ولا تنفع معه محاولات الإنعاش الروسي، وربما هذا ما دفع الروس للتفكير بحل سياسي يُفضي لرحيل الأسد فما حققه النظام السوري في الريف الجنوبي والساحل من تقدم تطلب شهوراً ومئات الغارات وملايين الدورات ليخسره بغضون أيام أمام الثوار.

أدركت روسيا عملياً أن ضرباتها الجوية لم ولن تحقق نصراً عسكرياً، إذ سيتبخر أي نصر بمجرد غياب الطيران، وبالتالي ستكون حربهم عبثية لا طائل منها، وبالتالي ينبغي التوقف والدخول بحل سياسي بدلاً من المضي بحرب استنزاف، وبدلاً من أن يعترف النظام بهزيمته يزج بشباب الساحل بالمعركة، وتسرقهم عصاباته من الشوارع والبيوت ليموتوا في الجبهات مما أفرغ الساحل من شبابه.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

المعاناة لم تغير معادن الرجال

سلم شاب سوري “مهند” يبلغ 25 ربيعاً مبلغاً مالياً بقيمة 150 ألف يورو لمكتب الأجانب في مدينة ميندن غرب ألمانيا.
لم تغير المحن أصالة كثير من السوريين، إذ بقيت الأمانة شيئاً مقدساً عند السوريين رغم الفساد والاستبداد الذي حكمهم طويلاً، فالأسرة السورية حرصت ما أمكنها على غرس القيم الإيجابية والنأي عن منظومة الفساد التي لم يعد أحد يحتملها فقامت ثورة شعبية قُمعت بالحديد والنار ليُجبر أبناؤها على ترك بلادهم دون ترك قيمهم، ولم تكن حادثة مهند يتيمة فقد تكررت مراراً في ألمانيا وغيرها، فقد أعاد عباس المقيم في ملاطيا 6 أساور ذهبية وجدها في ثياب مستعملة لوالد متبرع تركي أعطاه إياها ابنه.

وتعبر هذه القصص عن عفة الإنسان السوري وكرامته.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

مهنة المتاعب في سورية تحولت لمهنة الموت

زفت حلب يوسف أعرج شهيداً ضمن قوافل الشهداء، ويوسف صاحب (السيلفي) المشهور الذي تداولته وسائل الإعلام وكشف من خلاله يوسف بشكل واقعي مدى همجية القصف ووحشيته إذ أظهر القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً التي ألقاها الروس على المدنيين العزل.
واستشهد كذلك الإعلاميان عقيل عبد العزيز وعبد الخالق أبو اليمان في ريف حلب أيضاً لتفقد حلب عدداً من الإعلاميين الأحرار الذين حملوا أرواحهم، يذكر أن الإعلامي هادي العبد الله وزميله خالد العيسى تعرضا لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة لينجو هادي بمعجزة ويستشهد زميله خالد متأثراً بإصابته، ولا يحمل الإعلامي السوري شرف المهنة وصوت الحق وحسب، بل يدافع من خلالها عن الوطن، وعن أبنائه، فكان للكلمة والصورة وقعاً لا يقل أثراً عن الرصاصة ما أثار المستبد، وجعله حريصاً على إخماد صوتهم.

ولم يبال الإعلاميون  أن يكونوا جسراً تصل من خلاله معاناة السوريين، وكانوا على يقين منذ اليوم الأول أن الإعلام الحر في سورية ليس عملاً متعباً إنما مميتاً، لكنهم تقبلوه بنفس مطمئنة راضية في سبيل هدف سامٍ.