قرارات صارمة بدون تعويض المتضررين

خاص – الرقة تذبح بصمت

أصدرا تنظيم داعش مؤخراً قراراً ينص بموجبه بعدم استخدام أجهزة الاستقبال الفضائي ” الدشات”, لمآرب سياسية وبذريعة الدين وبحجج واهية، كتشويه صورة الإسلام والحد من السموم التي تبثها القنوات ” المغرضة ” بعبارات تعود بمدنيي الرقة وريفها إلى بداية الثورة وحجج قوة الأمن لعدم متابعة القنوات المعارضة للنظام ولكي يكون مدنيي المدينة منعزلين عما يحدث في المحافظات الأخرى، أما تنظيم داعش فكان بقراراته أذكى وأدهى من النظام فهذا من ذاك, فقد عرج التنظيم قراراته أولاً بالحد وصرامة استخدام الانترنت في المدينة عبر تسجيل أسماء من يستخدم النت وعدد ” الميغايات” المستخدمة, بحيلة لم يتعامل فيها النظام, وعلى أثرها وتحت ذريعة ” شرعية ” جابت سيارات الحسبة المدينة وريفها تحذر أصحاب المحلات التي تقوم بييع أو إصلاح أجهزة التلفاز والدشات وملحقاتها.

وتحذر بعقوبة التعزير بالجلد لكل مخالف لموجبات القرار في الساحات العامة.
من جانب أخر عانى أصحاب المحلات من ويلات القرار فممنوع تصريف البضاعة المكدسة خارج مناطق سيطرة التنظيم ولا حتى تصليح وبيع البضاعة بأي طريقة كانت وعدم تعويض مادي أو بوظائف إدارية, فريق الرقة تذبح بصمت التقى باثنين من أصحاب المحلات في ريف الرقة الغربي ونقلوا معاناتهم بعد إصدار القرار للفريق.

أبو نوار اسم وهمي لموظف حكومي سابق وصاحب محل لتصليح الدشات أفاد لموقع الرقة تذبح بصمت: ” بعد إصدار القرار منع تصليح وبيع وشراء واستراد أجهزة الدشات, الذي ظننا في بداية الأمر أنه دعاية من أنصار التنظيم أو كلام وقرارات على ورق فقط , لنتفاجىء بصرامة تطبيق القرار وتربص عناصر الحسبة بنا وعملية ” اللطي ” التي باتت متعارفة فيما بيننا, فقد قطعوا علينا كافة سُبل المعيشة لذا قررت بيع بضاعة المحل ” بتراب المصاري” ولم يشتري أي أحد من المدنيين مني أي قطعة ولا حتى بالسر فغالبية الناس انعدمت الثقة فيما بينها وتلفيق التهم ب” التجسس لصالح التنظيم “بات أمراً شائعاً, حتى استطعت بيعها لعنصر من عناصر التنظيم لديه طُرقه الخاصة في تصريفها وكنت قد شرطت عليه شرط بيع المعدت بخصم 60 % من سعر البضاعة الطبيعي وفوق ذلك بطاقة من الحسبة تمسح لي بالخروج خارج مناطق سيطرة التنظيم بحجة العلاج في تركيا”.

أبو نوار قد استطاع الهروب خارج الكهف الأسود للتنظيم.

أما أبو محمد ( اسم وهمي ) صاحب محل لتصليح وبيع أجهزة الاستقبال الفضائي ” الدشات ” عانى وأفاد لموقع الرقة تذبح بصمت عن طريق رسائل ” الواتس آب ” معاناته داخل الرقة : ” أجهزة كنت قد اشتريتها من العراق, بملبغ 1300دولار وبعد إصدار القرار باتت بضاعتي ” للكب ” متلفة ولا استطيع بيع أو شراء أي قطعة ولا حتى تهريبها خارج الرقة, كدستها في منزلي وتوجهت لديوان الزكاة للتسجيل وجاء الرد أنني صاحب عقار تجاري ولا يندرج اسمي مع المستفيدين من الزكاة, ولم أجد أي وظيفة إدارية في ديوان الخدمات, ولا أملك صنعة غير تصليح وبيع ” الدشات ” وأجهزة التلفاز, فقد ولدت في محل الذي ورثته عن والدي, وبالنهاية حولت المحل من تصنيع ” الدشات” إلى دكان لبيع الأدوات المنزلية برأسمال جديد”.

في سعيه لعزل مدنيي الرقة عما يجري في العالم ومشاهدة هزائمهم في الرمادي وريف حلب الشمالي وفي محيط مطار كويرس وسد تشرين يعمد التنظيم على استنساخ تجربة البعث العراقي في سوريا ومناطق سيطرته.