“الرقة تذبح بصمت”: لا نملك أي جناح مسلح وهدفنا فضح ممارسات “داعش” الإرهابية بالصورة والفيديو والتقرير

– «أبو لقمان» والي الرقة أخطر قيادي داعشي.. و”النفط” و”الضرائب” أبرز سبل تمويل التنظيم
– قريبا كتيبة نسائية انتحارية جديدة تابعة للتنظيم.. وأطفال سوريا تحولوا إلى أحزمة داعشية ناسفة.
– نرفض الاحتلال الروسي لسوريا.. ونتمنى عودة الثوار

تعتبر حملة “الرقة تذبح بصمت” أحد أهم الحملات التي ظهرت في سوريا وبالتحديد في محافظة الرقة التي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك لفضحه، والكشف عن ممارساته الـلا إنسانية التي يمارسها في حق المواطنين السوريين ويدعي كذبا أنه يعاملهم برفق كما يقول الإسلام.
وبسبب ما تقوم به الحملة من نقل أخبار “داعش” واختراق صفوفه بشكل دوري من خلال مراسلين مهمته التجسس على التنظيم والحصول على كل ما يدينه، وضع التنظيم الإرهابي حملة “الرقة تذبح بصمت” ضمن الحملات المطلوب إعدام أعضائها فور القبض عليهم، ووصل درجة تأثير الحملة على “داعش” إلى أن التنظيم قرر القيام بعملية مسلحة ضد قيادات بها على أرض تركيا دون النظر إلى تبعات الأمر، وهو ما تم بالفعل حينما أعلن التنظيم الإرهابي مسئوليته عن اغتيال ناشطين سوريين بتركيا من قيادات حملة “الرقة تذبح بصمت”.
“الرقة تذبح بصمت” تكسر صمتها وتتحدث لأول مرة في حوار خاص جدا لـ “البوابة” للكشف عن ملابسات اغتيال ناشطين من أبنائها، بجانب الإفصاح عن العديد من الأسرار التي توصلت لها الحملة عن تنظيم داعش الإرهابي.. فإلى نص الحوار.

*** أولا نعزيكم في اغتيال الناشطين بالحركة في تركيا من قبل تنظيم داعش

شكرا لعزائكم، وبارك الله فيكم.

*** هل لنا أن نعرف من يحاورنا ؟

للأسف لا نستطيع أن نفصح عن أي اسم من أسماء أعضاء حملتنا؛ لأننا جميعا ملاحقون من قبل تنظيم داعش الإرهابي في الرقة، ومهدورة دماؤنا.

*** دعنا نبدأ حوارنا بسؤال يريد أن يعرف إجابته الجميع، وهو: لماذا قتل تنظيم داعش الإرهابي الناشطين السوريين التابعين لكم بتركيا؟ وما الذي فعلتموه ليجن جنون التنظيم ويتعقبهم في تركيا؟

قتل تنظيم داعش أحد أعضاء الحملة، وصديقه فارس بسبب نشاط الحملة ضد التنظيم منذ سيطرته على مدينة الرقة، ولم يكن اختيار داعش قتل الثنائي الشاب بسبب فعل محدد فعلوه، وإنما انتقامًا من الفريق ككل، خصوصا وأن جميع العاملين بالحملة لديهم تجربة في الملاحقة، ولكن تنظيم داعش نفذ جريمته بعد تخطيط لأكثر من شهرين وعبر أحد أصدقاء الشهيدين.

*** كيف تصرفت الحكومة التركية جراء عملية الاغتيال التي تمت في حق الناشطين السوريين ؟

قامت الحكومة التركية باعتقال العديد من الشبان المشتبه فيهم، والتحقيق معهم، وقالت إن المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال دخل إلى سوريا من تركيا في نفس يوم الحادثة عقب تنفيذه للعملية ليبعد عنه كل الشبهات ويجعل من المستحيل القبض عليه، كما أكدت أيضًا على استمرارها في البحث عن منفذي تلك العملية الإرهابية.

*** من هم الناشطين السوريين الذين استشهدوا لمن لا يعرفهم من أبناء الشعب المصري ؟

الشهيد الأول هو الناشط إبراهيم عبد القادر مواليد 1995 من مدينة الرقة، شارك في الثورة السورية منذ بدايتها، وتابع عمله بعد تحرير المدينة من النظام السوري كإعلامي ومصور وشارك في “الرقة تذبح بصمت” منذ بدايتها، أما الشهيد الثاني فهو الناشط فارس حمادي، أحد أصدقائنا؛ وهو شاب مشهود له بأخلاقه، يعمل كمصمم جرافيك مع أكثر من موقع إلكتروني، وله عدة فيديوهات أيضا قام بإنتاجها.

*** عزا “داعش” سبب اغتيال الناشطين السوريين إلى انتمائهم لحملة “الرقة تذبح بصمت”.. لذلك نسألكم هل “الرقة تذبح في صمت” حركة فاعلة في سوريا أم مجرد صفحة وموقع على شبكة الإنترنت ؟

الرقة تذبح بصمت” هى مجموعة من الشباب والشابات، حملوا على عاتقهم مهمة فضح ممارسات تنظيم داعش الإرهابي داخل محافظة الرقة، وإيصال تلك الفضائح للعالم بأسره، ولحملتنا تلك عدة جوانب؛ منها الإعلامي كنشر الاخبار السريعة من المدينة، ونشر الصور، ومقاطع الفيديو رغم صعوبة الأمر، وأيضا هناك جانب مدني معني بنشر البوسترات المضادة لـ “داعش” داخل المدينة، والكتابة على جدران المدينة عبارات تحض المدنيين على العودة للعمل كما ولو أن النظام السوري يحتل المدينة.

*** هل لكم جناح مسلح يعمل على الساحة ؟

لا، أؤكد لك أننا مجموعة مدنية من الشباب، لسنا من حملة السلاح أو مؤيديه، نحن مجموعة مستقلة لا نتبع أي جهة عسكرية أو سياسية.

*** وما سبب غضب داعش عليكم وتوعدها بقتل رجالكم ؟!

السبب الرئيسي هو الضغط على داعش في داخل مناطق قوته من خلال اختراق التنظيم أكثر من مرة، ونشر أخبار لا يريد نشرها، والسبب الآخر فضح ممارسات التنظيم الإرهابي أمام العالم من خلال إيضاح الوضع الحقيقي للمدنيين والمنتمين للتنظيم.

*** على أي من الأطراف السورية أنتم محسوبون ؟

كما قلت لك في السابق، نحن ثوار مدنيون سوريون نعمل ضد تنظيم داعش ونظام بشار الأسد، وأي تنظيم متطرف وعنصري لا يريد وحدة سوريا.

*** وما تقييمكم لما يحدث في سوريا الآن؟ ومن المسئول عنه ؟

الوضع في سوريا سيئ جدا، ويزداد سوءًا كل يوم في ظل الحرب العالمية المشتعلة، فجميع الدول تحاول حل نزاعاتها، والحصول على مصالحها في المنطقة عبر سوريا، أما المسئول الأول والأخير عن كل الدمار والخراب وظهور التنظيمات المتطرفة، فهو بشار الأسد ونظامه.

وبرأيك كيف تنتهي الأزمة في سوريا ؟

الانتهاء من الأزمة يتم من خلال تنحي رأس النظام السوري بشار الأسد، وأن تتم محاكمة المجرمين، وتشكيل ائتلاف حاكم من جميع فئات الشعب السوري دون تمييز.

*تخصصتم في كتابة التقارير عن أحوال داعش بالرقة.. فما أبرز التقارير والظواهر التي رصدتموها عن هذا التنظيم الإرهابي ؟

بالفعل نشرنا العديد من التقارير، على سبيل المثال تقرير عن وضع المرأة في الرقة تحت حكم داعش، وآخر عن معسكرات التنظيم الإرهابي وطريقة جذب الأطفال، بجانب تقاريرنا عن المعتقلين في سجون التنظيم.

*** كيف يعامل التنظيم المواطنين في مناطق سيطرته؟

يعامل التنظيم المواطنين كأنهم عبيد، وليس لهم أي حق في أي شيء، يجب عليهم تنفيذ الأوامر وإلا فالموت سيكون في انتظارهم.

*** من خلال متابعتك الميدانية.. كيف يحصل داعش على الدعم المالي المهول لتنفيذ نشاطاته؟

يحصل تنظيم داعش على تمويلاته من أطراف متعددة لها مكاسب في وجوده، هذا بجانب تجارته في النفط السوري والعراقي، إضافة إلى الضرائب الكبيرة التي يفرضها على المدنيين.

*** هل بالفعل هناك علاقات بين داعش ومخابرات أجنبية أخرى؟

ليس هناك شيء مؤكد، وليس هناك شيء منفي.

*** وما حقيقة استغلال التنظيم للأطفال والنساء في عملياته الإرهابية؟

بالنسبة للأطفال؛ فهو موضوع مستمر منذ سيطرة التنظيم على المدينة، وشاهدنا الكثير من العمليات التي ينفذها الأطفال السوريين في العراق في الآونة الأخيرة خصوصا أن الأطفال لا يعون ما يفعلون، أم بالنسبة للنساء فحسب مراسلنا تم تشكيل كتيبة جديدة من النساء الانتحاريات ويتم تدريبهن الآن تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية.

*** كم قدرتم أعداد جنود جيش داعش؟

التقديرات الأولية التي جمعناها من خلال مراسلينا تؤكد أن عدد جنود التنظيم الإرهابي في سوريا نحو 14 ألف جندي.

*** وأين الفصائل الثورية ولماذا اختفت في مواجهة التنظيمات الإرهابية؟

الفصائل الثورية محاربة من جميع الأطراف، وخاصة الجيش السوري الحر، فلا يتم دعمه بأي شيء، وتحاربه كل التنظيمات المتطرفة ليست فقط داعش.

*** ومن هم أخطر قيادات داعش من وجهة نظركم؟

من وجهة نظرنا جميع أمراء داعش الأمنيين خطرون، ولكن في سوريا هناك شخصيات مثل أبو لقمان والي الرقة، ونعتبره الأخطر على الإطلاق.

*** من وجهة نظرك.. هل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة أقل تشددا من داعش؟

نحن نرى “داعش” والنصرة طفلان لأب واحد؛ مهما كانت الخلافات والاختلافات بينهما فهما كيانان بنفس الفكر الإرهابي المتطرف.

بعد قتل اثنين من أبرز رجالكم.. هل تفكر “الرقة تذبح في صمت” في إيقاف نشاطها؟

حملة “الرقة تذبح بصمت” مستمرة حتى آخر شخص فيها، ولن نأبه بتهديدات داعش المستمرة والمتواصلة، ولا بالملاحقات التي يجريها التنظيم الإرهابي في حق عناصرنا.

*** وهل أنتم مع التدخل الروسي في سوريا؟

بالطبع لسنا مع الاحتلال الروسي لسوريا، القوات الروسية جاءت لتساعد نظام بشار الأسد ليكمل تدمير سوريا، فكيف لنا أن نكون معها؟!

*** كم عدد مراسليكم في سوريا ولما اخترتم نقل أخبار الرقة فقط؟

عدد مراسلينا لا يتم الإفصاح عنه خوفا من الملاحقات الداعشية، كما قلت لك في السابق، وسر اختيارنا لـ”الرقة” كي ندشن فيها حملتنا ببساطة؛ لأننا أبناء تلك محافظة العريقة التي سيطر عليها تنظيم “داعش” الإرهابي.

المصدر : albawabhnews.com

Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".
التعليقات مقفلة.