التغريبة الرقاوية, الاتجاه والصعوبات

خاص – الرقة تذبح بصمت

مع ازدياد وتيرة القصف من قبل طيران التحالف الدولي وما تبعه من التدخل الروسي, وشنه لغارات جوية ضد أهداف مدنية, أوقعت عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين ودماراً في البنية التحتية, من تدمير للجسور وشبكات الكهرباء, كما كان لتقدم قوات وحدات الحماية الـ YPGوقوات سوريا الديمقراطية, وما قامت به من انتهاكات ضد العوائل والعشائر العربية, دوراً كبيراً في ازدياد عدد حالات النزوح في صفوف المدنيين, أو رغبة عدد كبير منهم بالنزوح.

كما أصدر تنظيم “داعش”, قراراً بمنع خروج المدنيين من مناطق سيطرته, في محاولة منه لاستخدامهم كدروع بشرية, في مواجهة تدخل طيران التحالف لصالح القوات المعادية للتنظيم, في حال بدء معركة الرقة, حيث شدد التنظيم على منع خروج جميع الحالات عدا المرضيية منها للخروج من الرقة, علا طالبة في جامعة حلب, قالت لمراسل حملة “الرقة تذبح بصمت”: “حاولت الخروج من الرقة, متجهة إلى حلب, لتقديم امتحانات نصف السنة, فتم ايقافي من قبل كتيبة الخنساء, ومصادرة بطاقتي الشخصية, وتمزيق أوراقي الدراسية, وبطاقتي الجامعية, وفرض علي حضور دورة شرعية, لمدة ١٥ يوم”.

فيما يبحث العديد من المدنين عن طرق للخروج من مدينة الرقة, مع اشتداد حدة المعارك في الريف الشمالي للمحافظة, فمنهم من قرر النزوح نحو ريف المدينة الشرقي والغربي, نتيجة للأمان النسبي في تلك المناطق مقارنة مع المدينة, رغم ضعف الخدمات فيه, واشتداد فصل الشتاء وما يرافقه من انقطاع في التيار الكهربائي لفترات طويلة, فيما تبحث بعض العائلات التي تعود في أصولها لمناطق الريف الشمالي لمحافظة الرقة, للخروج نحو تلك المناطق, مع التخوف الكبير, من انتهاكات قوات الحماية الكردية.

فيما يبحث آخرون عن طرق للنزوح نحو تركيا, مع زيادة الرقابة التي يمارسها التنظيم لمنع خروجهم, فيلجأ العديد منهم لسلوك الطرق الترابية, إما نحو مناطق الريف الشمالي, في محاولة منهم للخروج عبر طرق التهريب التي تربط الريف الشمالي للمحافظة مع تركيا, أو باتجاه ريف حلب الشمالي, بحثاً عن منفذ أمن نحو الأراضي التركية, أحمد وهو صاحب “سرفيس” للنقل, قال “للرقة تذبح بصمت”: “يُطلب مني بشكل يومي, إخراج أحدى العوائل خارج حدود سيطرة التنظيم, راغبين بالنزوح إلى الأراضي التركية, إلا أنّ حواجز التنظيم تقوم بمنعنا من الخروج, مما يضطرنا لسلوك الطرق الترابية الوعرة, والتي تجوبها في معظم الأحيان, دوريات تابعة للتنظيم, مما يعرضنا للمخالفة المالية, كما يعرض المدنيين للمسألة وإجبارهم على حضور الدورات الشرعية, التي يقيمها التنظيم”.

هذا وقد حاولت العديد من العوائل النزوح باتجاه مناطق ريف حمص الشرقي “تدمر”, لكن شدة القصف الروسي في تلك المناطق, وانعدام الخدمات المقدمة بما فيها المياه الصالحة للشرب, دفعت بمعظمهم للعدول عن قرارهم والعودة نحو مدينة الرقة, في محاولات فاشلة منهم للخروج إلى مناطق أخرى.

وفي سياق متصل, يقدر عدد المدنيين المتضررين في مدينة الرقة, من اشتداد القصف الروسي واقتراب قوات الحماية وقوات سوريا الديمقراطية من المدينة, بنحو نص مليون نسمة, يبحثون عن طرق أمنة للخروج من مناطق سيطرة التنظيم, رغم صعوبة الظروف المادية التي يعاني منها معظمهم.

Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".