YPG إرهاب بشرعنة دولية

حصري – الرقة تذبح بصمت

بلغ عدد الدول التي تكافح الإرهاب في سوريا نحو مئة، لا ترى الإرهاب إلّا في صفوف داعش، فمن التحالف الدولي، مروراً بفرنسا وبريطانيا اللتان شاركتا مؤخراً في قصف مواقع داخل سوريا، وصولاً إلى التحالف الإسلامي الجديد، جميع هؤلاء يرون أن داعش هو محور الإرهاب في العالم، متناسين الأسد الذي ساهم بتشكيل هذه الجماعة عبر فتح السجون وإطلاق سراح معتقلين باتوا يتقلدون مناصب عليا فيها.
الأسد الذي هدد دول أوربا بعمليات إنتحارية حتى قبل نشوء أي مجموعة إرهابية في سورية، يعيش الآن بمأمن بعيداً عن الضربات الجوية وربما يعتبره البعض محارباً للإرهاب حتى، متجاهلين المجموعات التي تمارس الإرهاب ضد الشعب السوري وتتلقى دعماً من الأسد بشكل علني أو سريّ.
ولا يقتصر وجود عناصر أجنبية على الجماعات التي صنفها البعض تحت قائمة الإرهاب من أمثال النصرة وداعش، بل يتجاوزها إلى الأسد، الذي يستجلب مرتزقة تقاتل في صفوفه كحزب الله والمليشيات العراقية والإيرانية دون أن يدرج هذه أي منها تحت مسمى الإرهاب.
وفي الوقت الذي يكثر به الحديث عن وجود مقاتلين أجانب في صفوف داعش، يتناسى البعض وجودهم في صفوف وحدات حماية الشعب، حيث كان الأسترالي الجنسية “باجوك”، هو أول رجل أجنبي يموت جنباً إلى جنب مع المقاتلين الأكراد في الخامس والعشرين من شهر شباط/فبراير الفائت خلال اشتباكات مع تنظيم داعش بريف بلدة تل حميس في الحسكة، كما قُتل في الـرابع من شهر آذار/ مارس الجاري “إيريك سكورفيلد”، بريطاني الجنسية، خلال اشتباكات مع التنظيم بين بلدتي تل براك والهول في ريف الحسكة.
وأكد “جافشين محمود”، مقاتل من الميليشيات الكردية في مدينة عين العرب “كوباني”، لموقع “الجزيرة نت”، أن هناك العشرات من المقاتلين الأجانب من النساء والرجال بين صفوف القوات الكردية، وأنهم شاركوا في معارك كوباني والمناطق الساخنة الأخرى؛ لإيمانهم بالقضية التي يقاتلون من أجلها, وأن هؤلاء المسلحين يلتحقون بهم طواعية، ويوجد المزيد ممن يرغبون بالتطوع
كما أشار تقرير نشره المصدر نفسه، إلى وجود مقاتلين أجانب في صفوف الميليشيات الكردية، منهم (جوردن ماديسون) أمريكي الجنسية، والذي شارك في الكثير من المعارك التي خاضها مقاتلو الأكراد ضد تنظيم “الدولة”.
وفي وقت سابق عاد اثنين من المحاربين البريطانيين السابقين، هما جيمي ريد وجيمس هيوز إلى إنجلترا بعد أن أمضيا عدة أشهر مع وحدات الحماية، وقالا: إنهما كانا يشاركان في القتال لأسباب إنسانية. ولم يُتخذ أي إجراء ضدهما لدى عودتهما.
وقال هيوز (26 عاماً)، الذي أمضى خمسة أعوام في الجيش البريطاني، لمؤسسة تومسون رويترز: “ذهبنا إلى هناك لمساعدة الأبرياء، وتوثيق كفاح وحدات حماية الشعب الكردي في مواجهة تنظيم الدولة”. وأضاف “وجدنا ترحيبًا شديدًا عند عودتنا؛ الكل رأى أننا أبطال، وأبدوا فخرهم بنا، كما تلقيت مئات الرسائل من أشخاص يريدون الانضمام لقوات حماية الشعب”، موضحاً أنه يعتزم العودة إلى سوريا في الأشهر المقبلة.
ولم تختلف ممارسات قوات YPG التي دخلت ريف الرقة الشمالي عن تنظيم داعش، فما كان يحصل تحت ذريعة الدين نراه اليوم يحصل بدعوة القومية، اعتقالات وتعذيب وقتل وتهجير ومقاتلون أجانب، جميعها نقاط مشتركة بين داعش وقوات YPG، فلماذا يتم قصف داعش بذريعة مكافحة الإرهاب بينما يُرسل السلاح إلى YPG بذريعة مكافحتهم للإرهاب علماً أن الضحايا هم مدنيون في كلتا الحالتين.
وحتى هذا اليوم لم تظهر تبعية حقيقية لقوات YPG تستطيع منحها شرعية ما يحدث على الأرض، فبحسب بعض الشهادات وإعلان النظام عن دعمها بالسلاح والمعدات قُبيل دخول مدينة تل أبيض، يظهر أنّها ترتبط بنظام أعلنت كبرى الدول فقدانه للشرعية، فضلاً عن تلقّيها دفعات سلاح من طيران الجو لقتال الجماعات المتطرفة التي يواجهها الجيش الحر أيضاً دون وجود أي غطاء جوي يدعمه، وفي ظل شح في العتاد والذخيرة مقارنة بما تحصل عليه YPG.
أزمة الطيران التي تشهدها سماء سوريا والتي ستزداد تعقيداً في الأيام القادمة، لم ولن تجلب أي نتيجة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، طالما أنّ الإرهابي الأكبر”بشار الأسد” لايزال في سدة الحكم ويدعم تشكيلات إرهابية وينشئ أخرى كل فترة، وسيستمر الإرهاب في سوريا مع استمرار سماح حكومات الخارج بقدوم أشخاص إلى سوريا بهدف الإنضمام إلى مجموعات إرهابية، أو الإنضمام إلى مجموعات تدعي مكافحة الارهاب بطريقة إرهابية، ليكون الشعب السوري هو الخاسر الوحيد في هذه المعركة.

Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".