المدنيين أكبر الخاسرين في معركة روسيا ضد داعش

المدنيين أكبر الخاسرين في معركة روسيا ضد داعش
صورة بثتها عدّة مواقع لقصف روسي على سوريا
خاص – الرقة تذبح بصمت 

دأب الروس منذ بداية الطلعات الجوية التي ينفذها سلاح الجو التابع لهم في الأجواء السورية، على الترويج بأن طائراتهم تعمل على استهداف التنظيمات المتطرفة في سوريا وعلى رأسها تنظيم داعش.


لكن ومع مرور الأيام تبين أن الغارات التي قام الروس بشنها لم تؤثر بشكل كبير على التنظيم، حيث كانت تستهدف المدنيين بصورة مباشرة في الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم، كما تركزت معظم غاراتها على مناطق تواجد الكتائب التابعة للجيش السوري الحر ومقراته في كل من إدلب وحماه اللتين لا يتواجد فيهما أي معسكر او خلية تابعة للتنظيم، وسنقوم بسرد وتفصيل الغارات التي نفذتها القوات الروسية في مدينة الرقة منذ تدخلها بالصراع الدائر في سوريا بشكل مباشر.

أولى الغارات الروسية على مدينة الرقة كانت بتاريخ 17 أيلول من العام الجاري، وذلك قبيل الإعلان الرسمي لبدأ الطلعات الروسية في الأجواء السورية. ولقد استهدفت هذه الغارات عدة مواقع في المدينة وهي ( مدرسة جواد أنزور –البنك العقاري – حي الدرعية قرب مديرية الأعلاف – حي الفردوس قرب مقهى صدى نت – مشفى التوليد – خلف مطعم الفاخر شارع 22 شباط – منطقة الصناعة)، وأدت إلى وقوع 40 شهيداً وقرابة 75 جريحاً في صفوف المدنيين.

وتوالت بعد ذلك الغارات الروسية لتستهدف مدينة الرقة بشكل متواتر وفي أزمنة متقاربة، وكانت على الشكل التالي:

– 21 أيلول، شن الطيران الروسي 12 غارة جوية مستهدفاً مجموعة من المواقع في المدينة منها ( مدرسة الزهراء بحي الثكنة – الصالة الصيفية لفندق الكرنك بحي الثكنة – مرأب الإطفائية – دوار القادسية /باسل سابقاً / – حي الرومانية – منطقة الفروسية – المستودع الأصفر – حي المشلب – المشفى الوطني )، وقد خلفت هذه الغارات 22 شهيداً بالإضافة إلى 50 مصاباً جميعهم من المدنيين.

– 24 أيلول، نفذ الطيران الروسي غارتين جويتين على مدينة معدان شرق مدينة الرقة مما أدى إلى استشهاد شخص وجرح خمسة آخرين من المدنيين.

– 26 أيلول، عاود الطيران الروسي قصف مدينة معدان بغارتين جويتين أديتا إلى وقوع شهيدين وسبع جرحى في صفوف المدنيين.
– 29 أيلول، شن الطيران الروسي غارة على أطراف المدينة من الجهة الشرقية، ولم تسفر تلك الغارة عن أي أضرار مادية او بشرية، بينما أوردت بعض المصادر المقربة من النظام أنباء عن مقتل أربعة من عناصر التنظيم، ولكن مراسل “الرقة تذبح بصمت” أكد أن المكان المستهدف تم إخلاءه في فترة سابقة نتيجة استهدافه بشكل متكرر من قبل طيران التحالف الدولي.

– 1 تشرين الأول الجاري، نفذ الطيران الروسي عدة غارات ليلية على مواقع تابعة لتنظيم داعش غرب مدينة الرقة، كما استهدفت إحدى تلك الغارات معسكر الطلائع جنوب المدينة، وقد أدت هذه الغارات إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم عرف منهم “أبو بلال التونسي”، والذي يعرف أنه أحد عناصر التنظيم الذي شاركوا بإلقاء القبض على الطيار الأردني معاذ الكساسبة.

– 7 تشرين الأول، سقوط صاروخ سكود على أطراف مدينة الطبقة غرب الرقة، يعتقد أنه أحد الصواريخ التي تم إطلاقها من بحر قزوين من قبل البحرية الروسية، حيث تم العثور على بقايا من الصاروخ وعليه كتابات باللغة الروسية. وقد أدى الصاروخ إلى حدوث دمار كبير في المكان الذي سقط فيه، بالرغم من أن المنطقة التي وقع فيها بعيدة عن المدينة وعن أي مقر تابع للتنظيم.

– 13 تشرين الأول، استهدف صاروخ بعيد المدى محطة وقود أهلية ( محطة الراوي ) على الطريق الدولي ” حلب – الرقة “، مما أدى لاستشهاد خمسة مدنيين .

وفي المحصلة ونتيجة تتبع ورصد مجمل الغارات الروسية نجد أن عدد الغارات بلغ قرابة /36/ غارة بالإضافة إلى سقوط صاروخين من الصواريخ بعيدة المدى، ويلاحظ أن هذه الغارات لم تؤثر على التنظيم بشكل مباشر، حيث كانت حصيلة قتلى التنظيم قليلة ولا تقارن بمجموع الشهداء في صفوف المدنيين، فقد بلغ عدد قتلى التنظيم /4/ عناصر بينما سقط من المدنيين قرابة /70/ شخصاً. ومن جهة أخرى فقد تم استهداف موقعين تابعين للتنظيم بينما كان عدد الأماكن المدنية التي تم استهدافها حوالي /22/ موقعاً.

ونتيجة لهذا الواقع فقد أدرك التنظيم بأن الطيران الروسي كمثيله السوري لا يشكل خطراً كبيراً على عناصره أو مواقعه، ولذلك لم يعد يتصدى لهذه الغارات عبر المضادات الأرضية بشكل جدي لأنه يعلم بأنها تتسم بعدم الدقة والعشوائية واستهداف المدنيين بشكل رئيسي. بالرغم من أن الطيران الروسي يتفوق على نظيره السوري من حيث القدرة على المناورة والسرعة وكمية الحمولة وحجم الانفجارات التي تخلفها.

وهكذا تشهد سماء مدينة الرقة حالة “ازدحام” من قبل الطيران التابع لمختلف دول العالم، بدءاً من طيران النظام السوري إلى الطيران التابع لدول التحالف الدولي وانتهاءً بالطيران الروسي، وأصبح سماع دوي سيارات الإسعاف وصفارات الإنذار المترافقة مع إطلاق المضادات الأرضية من الأمور الاعتيادية واليومية في المدينة.

وقد أصبح سماع هدير الطائرات أمر اعتيادي وغيابه هو الاستثناء لدى المدنيين الذين يلاحقهم الدمار والموت من كل حدب وصوب، فمن لم يمت نتيجة ممارسات تنظيم داعش على الأرض، فمصيره الموت القادم من السماء الذي ترسله طائرات النظام وحليفتها الروسية، أو الموت نتيجة الأخطاء التي ترتكبها طائرات التحالف الدولي .
التعليقات مقفلة.