داعش تمنع تداول العملة السورية المطبوعة مؤخراً

خاص – الرقة تذبح بصمت 

12088534_902960766425941_6716540442140261768_nأصدر تنظيم داعش، قراراً بمنع تداول العملة السورية التي طبعها نظام الأسد مؤخراً، ابتداء من منتصف الشهر الجاري، الأمر الذي دفع الأهالي، لتحاشي التعامل بهذه العملة وتجنّبها، قبل نحو 20 يوماً من دخول القرار حيز التنفيذ، إذ أوقف أصحاب الأفران ومحطّات الوقود ومحال الصرافة، التعامل بها وباتوا يبحثون عن طريقة للتخلص منها.
ويقدّر حجم تلك القطع النقدية في أسواق الرقة، بمئات ملايين الليرات، جاءت إلى الأسواق وأيدي العامة بطرق عدة، منها المرتبات التي لا يزال بعض الموظفين يتقاضاها من النظام، وعن طريق التنظيم ذاته، من خلال تعاملاته مع النظام، فضلاً عن حركة الأسواق والتجارة بين مناطق سيطرة التنظيم والنظام، من بيع المحاصيل الزراعية والكهرباء وغيرها.
ويعزو التنظيم هذه الخطوة، إلى الضغط اقتصادياً على النظام وإضعافه، لكنّها تأتي حقيقة، من باب زيادة الضغط على النظام لأمر ما، حيث تتم عمليات تجارية بين الطرفين، ومنها تسهيل حركة مرور القمح والقطن باتجاه مناطق سيطرة النظام، وكذلك حركة مرور الغاز من الحقول الواقعة تحت سيطرة التنظيم إلى مناطق النظام والتي يتقاضى التنظيم بموجبها ملايين الليرات السورية.
وعن قرار التنظيم، يوضح محمد الأحمد وهو خبير اقتصادي، أنّه “بالنسبة للنظام فإنّ طباعته لهذه العملة جاءت دون تغطية ذهبية أو من سلة العملات الأخرى والنقد العالمي، وبالتالي ليس لها رصيد ولا تحمل أي قيمة، ومن المرجح ألّا يتم تداولها بالخارج. بينما يحاول التنظيم بهذه الخطوة أن يضيّق على النظام، من خلال منع التداول بتلك العملة في التعاملات التجارية بين مناطقه ومناطق سيطرة النظام، وبالتالي الإبقاء على تلك العملة في مناطق سيطرة الأخير فقط”.
ويحاول التنظيم حالياً، إدخال الذهب في تعاملاته من أجل تأمين كميات الذهب اللازمة لصكّ ديناره، وهو ليس بحاجه إلى عملة جديدة أخرى غير مغطاة أصلاً، تزيد من تعقيد الأمور عليه في حال قرر فعلاً فرض الدينار، الذي يُرجَّح ألّا يبصر النور، ويقتصر ظهوره على إصدارات التنظيم.
ويبرز في مناطق سيطرة التنظيم اليوم، تحدٍ كبير في تسويق المحاصيل الزراعية وبخاصة القطن، الذي كان يسيّر إلى النظام بصورة رئيسية، وينوي التنظيم التحكم به من خلال تجار يتبعونه، وبهدف منع الفلاح من تسويق محصوله بنفسه، حيث يُقدر حجم زراعة القطن في مناطق سيطرة التنظيم بمليارات الليرات السورية.
هذا ويستمر التنظيم بالتضييق على المدنيين في مناطق نفوذه، وإصدار مزيد من القرارات، بينما يبقى الدولار سيد الموقف، كون التنظيم يعتمده في كلّ تعاملاته، من المرتبات والعقوبات والضرائب .

Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".