طيران التحالف والنظام يحلقان سويةً في سماء الرقة


كثف التحالف الدولي غاراته منذ بداية الشهر الحالي على مدينة الرقة، حيث أصبحت الغارات التي تطال كل من الريف والمدينة شبه يومية، ويركز طيران التحالف في الآونة الأخيرة على استهداف الطرق المؤدية إلى مدينة ال
رقة في محاولة منه لعرقلة أرتال الإمدادات التي يرسلها التنظيم من وإلى الرقة، حيث شن أكثر من 19 غارة بتاريخ 5 تموز الحالي لضرب الجسور التي تربط الرقة المدينة بكل من الريف الشرقي والغربي والشمالي.

وفي الوقت الحالي أصبح من الصعب تحريك آليات التنظيم الثقيلة باتجاه هذه الأرياف، حتى ولو تم إصلاح تلك الجسور، وبالتالي لم يتبق للتنظيم سوى جسري الرشيد والمنصور المطلان على نهر الفرات من جهة الجنوب، وهما الوحيدين اللذين لم يستهدفهما طيران التحالف، وباتت حركة التنظيم مكشوفة ومرصودة من قبل طيران الاستطلاع التابع للتحالف الدولي.

ولكن التغير الجديد على هذا الواقع هو تواجد طيران النظام السوري في نفس الوقت مع طيران التحالف في سماء مدينة الرقة، حيث استهدفت طائرات النظام حاجز المشلب الواقع شرق الرقة مما أدى إلى تحطم سيارة من نوع “فان” وإلحاق أضرار بجرافة تابعة للتنظيم، كما أدت الغارات إلى اشتعال النيران في محطة للمحروقات بالقرب من الحاجز المذكور.

في حين نفذ طيران التحالف عدة غارات مستهدفاً كل من مساكن صف الخاص بكلية العلوم والتي تقطنها عائلات بعض المهاجرين والثانوية الصناعية وورشة إصلاح تابعة لوزارة التربية ومرآب تابع للتنظيم، بالإضافة إلى استهداف عدد من الآليات التي تعمل في حفر الخنادق وإنشاء المتاريس على إطراف مدينة الرقة.

الجدير بالذكر أنه بات من السهل على أهالي الرقة التمييز حالياً بين غارات النظام وضربات التحالف، وذلك من خلال الطريقة التي تنقض بها الطائرات على المواقع التي تستهدفها، والدقة التي تتميز بها غارات التحالف على العكس من غارات النظام التي لا تحقق إصابات مباشرة في مواقع التنظيم حتى ولو من قبيل الصدفة، وتؤدي في معظم الأحيان إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

ولقد جرت العادة على أن يتبنى النظام المسؤولية عن هذه الغارات عبر وكالة الأنباء الرسمية “سانا” وتلفزيونه الرسمي، حيث يشير دائماً إلى استهداف مقرات تابعة لإرهابيي تنظيم داعش (وفقاً لوصفه).

فيما نشر التحالف الدولي بياناً على موقعه الالكتروني قال فيه على لسان أحد المسؤولين الأمريكيين: أن طائرة تابعة للنظام السوري قامت بشن غارات على مدينة الرقة ضمن نفس الوقت الذي كانت تقوم به طائرات التحالف بغاراتها الجوية على المدينة، وأشار المسؤول إلى أن الطائرة السورية لم تنسق مع قوات التحالف التي كانت طائراتها تستهدف أربعة جسور على بعد ٦.٧٥ كيلومتراً من الموقع الذي هاجمته تلك الطائرة.