“داعش” الإعلام الأكاديمي … أم الغباء الجماهيري

خاص 
رامي شريف – الرقة تذبح بصمت

 “الجزء الأول”

استخدم تنظيم داعش وسائل الإعلام المختلفة من الفيس بوك والتويتر واليوتيوب حتى الإعلام المكتوب والمقروء, بشكل إحترافي وجودة عالية وإخراج بارع, مقارنة بإعلام الثورة السورية أو حتى بإعلام التحالف الدولي. فالتنظيم يعتبر الإعلام من أهم الأقسام لديه ويحاول دائماً جذب المزيد من المقاتلين عبره, إضافة إلى بث الرعب في نفوس أعدائه وظهوره على أنه دولة قوية.

من يخاطب التنظيم :

يقسم التنظيم جمهوره مكانياً إلى قسمين:

القسم الأول: الجمهور المحلي مخاطباً إياه بإعلام داخلي, ينطلق من المنابر وعن طريق مكاتبه الدعوية والمهجرانات الدينية التي يقيمها في مناطق سيطرته, ويعتمد في خطابه الداخلي على الدعوة والتوجيه الديني, وما يتخلل هذا الخطاب من أخطاء.

القسم الثاني: الجمهور الخارجي, مخاطباً إياه بإعلام دولي, موجهاً رسالته إلى كل من يقطن خارج حدود خلافته, مستخدما أهم اللغات العالمية “العربية والإنكليزية”.

كما يقسم التنظيم جمهوره فئوياً إلى فئتين:

فئة الشباب: الذين تتراوح اعمارهم بين الـ 15 والـ 30 عاماً, وهي الفئة الأوفر في وسائل التواصل الإجتماعي, وهي الأكثر تأثراً بالرسالة الموجهة, ليقوم بإظهار الشباب على أنه الجيل القادر على استخدام أنواع السلاح المتطورة, والمؤمن بفكره وهدفه.

فئة النساء: وهي الفئة التي يستهدفها التنظيم دينياً, لجلبها إلى أرض الخلافة, لتشكل سنداً اساسياً كمقوم لدولته, في تنشئة جيل من “المجاهدين”, والقيام بعمليات دعوية, وقتالية, كتيبة الخنساء في مدينة الرقة مثالاً, وكتاب اصدره التنظيم باللغة الإنكليزية بعنوان “دور الأخت في الجهاد”.

اللثام:

يظهر التنظيم جميع عناصره باللثام, ليس لأسباب أمنية فقط بل ليضفي نوعاً من الغموض على إعلامه, وليظهر أن عنصره ما هو إلا ممثلاً لدولة “الإسلام”, بعيداً عن الأمجاد الشخصية وتطبيقاً لمبدأ الولاء والبراء.

وسائل التنظيم الإعلامية:

يقسم إعلام داعش إلى قسمين:

الأول: الإعلام الرئيسي المتمثل بـ :

– قنوات التنظيم المرئية والمسموعة

– قناة “أجناد”, التي يعتمد عليها التنظيم بشكل أساسي في إنتاج الأفلام والمقاطع الصوتية, يمتلك العاملين فيها أحدث الأجهزة والتقنيات المتقدمة في مجال الصوت والصورة, إضافة للسيارات المتنقلة للتصوير الخارجي.

– قناة “الفرقان” والتي تعود ملكيتها إلى تنظيم القاعدة ثم انتقلت لصالح “داعش”, بعد إعلان تشكيله, والتي تعد الذراع الإعلامية الثانية للتنظيم, لنشر إيديولوجيته ومقاطعه المصورة, ويعتمد التنظيم عليها في تصوير عمليات الإعدام الغير سوريين نظراً لما يملكه العاملين فيها من خبرة كبيرة في عملية المونتاج.

– قناة “الاعتصام”, والتي تمتلك العديد من المراسلين داخل سوريا والعراق وليبيا, الذين يقومون بنقل جميع أخبار المعارك بالصوت والصورة والتي تبث عبر هذه القناة.

– قناة “الحياة” والتي خصصها التنظيم لإجراء الحوارات التلفيزيونية مع قيادات التنظيم, وتقوم على إجراء عمليات المونتاج للفيديوهات بحرفية عالية, وقد استخدمها التنظيم مؤخرا في تصويره لمقطع ذبح الأقباط المصريين.

– مكاتب الولايات الإعلامية, وهي عبارة عن قنوات موجهة للولايات التي سيطر عليها التنظيم داخل العراق والشام.

– إذاعة “البيان”, التي يتم بثها في الموصل والأنبار والرقة وعلى شبكة الإنترنيت, وتبث القرآن الكريم والأناشيد الجهادية, إضافة لبعض الأخبار الحماسية التي تستهدف إثارة حماس المقاتلين, حيث وصفت بأنها موجهة إلى مقاتلي التنظيم بشكل مباشر.

– مجلة “دابق” والتي تصدر كمجلة دون تحديد توقيتها, يتم توزيعها في أميركا وأوربا ولا توزع بأراضي التنظيم, وقد توفرت مؤخرا على موقع “الأمازون” والذي يعد من أشهر مواقع التسويق الإلكتروني بسعر 12 دولار أميركي, وقد تم اصدراها بأربع لغات, وتترجم إلى 12 لغة أخرى.

الثاني : إعلام المناصرة:

وهي الشبكات الإعلامية والصفحات التي يديرها مناصروا التنظيم من مختلف أنحاء العالم على شبكات التواصل الإجتماعي كتويتر وفيس بوك والتي يقدر عددها بنحو 90 ألف حساب إلكتروني مثل حساب “ترجمان الأساورتي”, يديرها أشخاص تم تجنيدهم لهذه المهمة وبث رسائل التنظيم, حيث تشير دراسة إلى أن هولاء المتطوعيين تكون مهمتهم نشر البيانات التي يكتبها التنظيم, إضافة إلى متابعة كل ما يكتب عن التنظيم في المواقع والصحف المحتلفة حول العالم, والرد على الحملات الهجومية التي تنال من التنظيم وقياداته, وتحليل ردور الأفعال المصاحبة لنشر المقاطع المصورة للتنظيم, وكشفت الدراسة أن أغلب المتطوعين في تلك الصفحات من تونس والسودان وبريطانيا وألمانيا والجزائر ونيجيريا والصومال وتشاد.